المدرسة العليا للأساتذة شعبة التاريخ والجغرافيا السنة الخامسة المدرسة العليا للأساتذة الرباط التقدم عرض تحت عنوان. المراهقة من إنجاز عبد العزيز الفادي عبد العزيز أبو الوفاء عبد اللطيف المكدولي إشراف ذ. لحسن مادي السنة التكوينية: 2008-2009

تصميم الموضوع : المحور الثاني: نظريات المراهقة. تقديم عام. المحور الأول: تحديدات مفاهيمية خا صة بالمراهقة. 1- مفهوم المراهقة. 2- التحديد الزمني للمراهقة. 3- أشكال المراهقة. المحور الثاني: نظريات المراهقة. 1- النظرية العضوية. 2- النظرية الاجتماعية والثقافية. 3- نظرية التحليل النفسي. 4- النظريات السيكولوجية. المحور الثالث: شخصية المراهق. 1- أوجه النمو في شخصية المراهق. 2-المظاهر النفسية والاجتماعية في شخصية المراهق. المحور الرابع: المراهق والمؤسسة التعليمية. 1-المراهق والحياة المدرسية. 2- الوظيفة النفسية والاجتماعية للمدرسة. 3-المراهق والبرامج الدراسية.

تقديم عام المراهقة مرحلة وسطى بين الطفولة والرشد. وهي فترة من العمر ذات تأثير كبير في تحديد نمو الشخصية ونضجها، ونظرا لمختلف أنواع التغيرات الجسمية والعقلية والانفعالية التي يعيشها المراهق في هذا السن، فان الأساليب التربوية التي يعامل بها لها انعكاس واضح على سلوكه. إن النمو في مرحلة المراهقة يعرف تغيرات جذرية لا تقتصر على الجانب العضوي والفسيولوجي وإنما تشمل مختلف جوانب الشخصية كالجانب العقلي والنفسي والاجتماعي مما له علاقة بنمو الشخصية وتفتحها على مجالات عديدة في البيئة.

المحور الأول تحديدات مفاهيمية خاصة بالمراهقة: 1-مفهوم المراهقة. ليس من السهل أن نحدد مفهوم المراهقة تحديدا دقيقا فهي عملية نمو ونضج وتغير أكثر منها مرحلة محددة وثابتة. هذا النضج والنمو يشمل جميع جوانب شخصية المراهق, الجسمي والعقلي والوجداني والاجتماعي, والتأثير المتبادل بين هذه الجوانب. كما أن سن المراهقة متقلبة لدرجة أن سلوك المراهق قد يخذل أكثر المراقبين دقة وملاحظة.

1-1.المراهقة من الناحية اللغوية: يفيد المعنى اللغوي للمراهقة الاقتراب أو الدنو، إذ يقال راهق الغلام فهو مراهق إذا قارب الاحتلام، أي أشرف على سن القدرة على الإنجاب. وفي ذلك المعنى يقول الزمخشري رهقت الصلاة رهوقا أي دخل وقتها، وراهق فلان الشيء إذا قاربه وراهق البلوغ أي قارب سن البلوغ.

1-2.المراهقة من الناحية التاريخية فمن الناحية التاريخية ومنذ آلاف السنين فقد كان الإنسان منتبها إلى وجود بعض الظواهر لدى المراهق وإلى اختلاف سلوك الإنسان في مختلف مراحل حياته. أرسطو/ أول من دون بإسهاب عن المراهق بوصفه لأهم التغيرات العضوية والفسيولوجية وكذلك الحالة النفسية أثناء فترة المراهقة. الرومان، قبل ظهور المسيحية، لم يميزوا بين مرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة والمراهقة. في العصور المظلمة/ الطفل ينتقل إلى عالم الرجولة بين سن الخامسة والسابعة من عمره.

1-3 المراهقة عند الباحثين. ستانلي هول: فترة عواصف وتوثر وشدة تكتنفها الأزمات النفسية وتسودها المعاناة والإحباط والقلق والصراعات والمشكلات وصعوبات في التوافق مع الآخرين. أنجلسن: أنها مجموعة مختلفة من مظاهر النمو التي لا تصل كلها إلى حالة النضج في وقت واحد فهي مرحلة الإنتقال التي يصبح فيها المراهق رجلا وتصبح الفتاة المراهقة امرأة ويحدث فيها كثير من التغيرات التي تطرأ على وظائف الغدد الجنسية والتغيرات العقلية والجسمية. جيرزلد: أنها امتداد في السنوات التي يقطعها البنون والبنات متجاوزين مدراج الطفولة إلى مراقي الرشد حيث يتصفون بالنضج العقلي والانفعالي والاجتماعي والجسمي.

بعد تحديد مفهوم المراهقة لابد من التطرق لمفهومي البلوغ والشباب للتمييز بين هذه المفاهيم. 1-3-1. البلوغ البلوغ يشير إلى الجانب العضوي للمراهقة وخاصة بظهور التغيرات العضوية والقيام بالوظائف الجنسية. 1-3-2.الشباب. تستعمل لفظة الشباب أحيانا كمرادفة للمراهقة, ويطلقها البعض على الفترة المتأخرة من المراهقة. ويرى ”ديبس ” M. DEBESSE أن الشباب هو الجانب الاجتماعي للمراهقة, فالشباب يشكل فئة اجتماعية خاصة تتميز عن الجيل الذي وصل فعلا إلى النضج الحقيقي.

2- التحديد الزمني للمراهقة. يختلف المدى الزمني لفترة المراهقة بين الطول والقصر باختلاف المجتمعات وباختلاف المستوى الاقتصادي والثقافي للأسر. هذا فضلا عن الاختلافات الناتجة عن الفروق الفردية بين الأفراد فيما بينهم يضاف إلى ذالك كله الفروق الموجودة بين جنس الذكور والإناث. ويتجه علم النفس الحديث إلى اعتبار مرحلة المراهقة مرحلة غير مستقلة عن باقي مراحل العمر, فينظر إليها على أنها مرحلة متصلة بالمراحل التي تسبقها وبالمراحل التي تلحق بها، إذ تندرج في النمو البدني والجنسي والعقلي كامتداد للمرحلة السابقة عليها نحو النضج.

-أقسام المراهقة إن كل تقسيم لنمو الإنسان فيه تعسف كبير لأننا أمام خطوط فاصلة وهمية بين طفولة الفرد ومراهقته ورشده. لذلك تم تحديد فترات المراهقة بالرأي الغالب عند الباحثين وتحديد سنوات المراهقة بالفترة الممتدة من 12 إلى 21 سنة وتقسيمها إلى ثلاثة أقسام. *المراهقة المبكرة من بداية سن 12 إلى نهاية سن 15. *المراهقة المتوسطة من بداية سن16 إلى نهاية سن17. *المراهقة المتأخرة من بداية سن18 الى نهاية سن21.

3-أشكال المراهقة أولا-المراهقة السوية المتكيفة . ثانيا-المرهقة الإنسحابية المنطوية. ثالثا-المراهقة العدوانية المتمردة . رابعا-المراهقة المنحرفة.

المحور الثاني نظريات المراهقة ظهرت عدة نظريات وأبحاث ودراسات عن المراهقة وذلك منذ بداية القرن 20. ومعظم النظريات هاته تنطلق من الإفتراض الأساسي الذي يجعل المراهقة تشكل مرحلة خاصة من مراحل نمو الفرد ترتبط بالتغيرات العضوية والجسمية. وهكذا يمكن تصنيف النظريات المهتمة بهذه المرحلة كالآتي: *النظرية العضوية. *النظرية الاجتماعية والثقافية. *نظرية التحليل النفسي. *النظريات السيكولوجية. -نظرية المجال. -نظرية ألبورت. -علم النفس المعرفي.

1- النظرية العضوية في تفسير المراهقة. يعد العالم الأمريكي ”ستانلي هول“ من أبرز العلماء السيكولوجيين الذين اهتموا بفترة المراهقة. إعتبر المراهقة ”ولادة ثانية“ أو ميلاد جديد في حياة الانسان وتطوره مشيرا بذلك للتغيرات العضوية التي تنتابه خلال هذه الفترة، والى استيقاظ بعض الدوافع الكامنة في عضويته. وينسب إلى ”هول“ اعتبار المراهقة فترة العواصف والتوتر النفسي وذلك لوصف مزاج المراهق وسلوكه الانفعالي المتسم بالتعارض والتناقض. بصفة عامة يعتبر ”هول“ خصائص هذه المرحلة عامة يعيشها جميع المراهقين مهما اختلفت بيئاتهم وثقافتهم.

2- النظرية الاجتماعية و الثقافية في تفسير المراهقة ينظر التيار الاجتماعي والثقافي والأنثربولوجي إلى المراهق نظرة مختلفة عن النظرة البيولوجية والعضوية. - قامت ”مارجريت ميد“ بأبحاثها عن المراهقة التي أجرتها على بعض المجتمعات البدائية. - أكدت ”مارجريت ميد“ على أن الاضطرابات التي يعاني منها المراهقون لا ترجع الى أزمة البلوغ وما يلحقها من التغيرات العضوية وإنما ترجع الى الصعوبات التي يقابلهم بها المجتمع. بالتالي فوجود الأزمة أو غيابها مسألة ترتبط بالبيئة الاجتماعية، ونمط ثقافتها وأساليبها في التنشئة الاجتماعية للفرد.

3- نظرية التحليل النفسي في تفسير المراهقة. جاءت كرد على بعض المفكرين أمثال ”ستانلي هول“ وغيره الذين يعتبرون المراهقة ولادة ثانية/ميلاد جديد.أي أنها مرحلة مغلقة على ذاتها تفهم من الداخل كوحدة وكيان متميز. جاء التحليل النفسي الذي يرى أن نمو الفرد عبارة عن نمو متواصل، لذلك: الطفل المراهق الراشد وهكذا فتطور الفرد يتم عبر صيرورة عضوية مترابطة الحلقات.

ويعد الطبيب النمساوي ”فرويد ” مؤسس التحليل النفسي و الذي رسم تصورا ثلاثي الأبعاد لشخصية الانسان. البعد الثالث البعد الثاني البعد الأول الأنا الأعلى Sur moi, Super Ego الأنا Le moi, Ego الهو ça يمثل بزوغ قوة منظمة ضابطة كونتها التنشئة الاجتماعية ورسمت التربية معالمها. ممثل للواقع ولمقتضياته. يدخل في صراع مع الهو. مستودع الدوافع والحاجات البيولوجية الأساسية. تحقيق اللذة بصرف النظر عن أي شيء آخر يحول دون هذا التحقيق. هذه النظرية تهدف إلى تأكيد عدم إمكانية فصل أي مرحلة من مراحل نمو الفرد عن بقية المراحل الأخرى.

يقسم ”فرويد“ النمو عند الفرد الى مراحل أطلق عليها اسم مراحل النمو النفسي وهي. *المرحلة الفمية. *المرحلة الشرجية. * المرحلة القضيبية. * مرحلة الكمون. *المرحلة التناسلية تركز نظرية التحليل النفسي على الجانب الجنسي الانفعالي في حياة الفرد وسلوكه والتركيز على الجوانب البيولوجية وتأثيرها على السلوك.

النظريات السيكولوجية. نظرية المجال نظرية ”ألبورت“ علم النفس المعرفي. تعود للعلم الأمريكي ”كارت ليفن“. يعتبر الفرد جهاز تؤثر فيه المكونات الداخلية في تفاعل مع بعضها البعض. يقول بأنه لا يمكن فهم المراهقة دون النظر إلى التدخل المستمر للعوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية. لصاحبها ”ألبورت“ Gordon Willard Allport. نبه إلى الطريقة التي همش بها ”الأنا أو الذات“. أكد على أن الأنا يشكل انطلاق لتصور أبعاد الشخصية. وبالتالي فإن ألبورت بخلاف فرويد يتتبع نمو الذات التي تعتبر نواة الشخصية وجوهرها وذلك من الميلاد إلى سن النضج. جان بياجي Gean Piaget يعتمد كذلك بربط كل مرحلة بالمراحل السابقة لها أي تشكل حلقات متصلة. لاحظ وجود أنماط من التفكير يستخدمها الطفل من ميلاده إلى فترة المراهقة. مراحل النمو عند بياجي. *المرحلة الحسية الحركية ( من الميلاد الى سنتين). * مرحلة ما قبل العمليات العقلية (من سنتين الى سبع سنوات). * مرحلة العمليات العقلية-الشكلية (من 11 سنة الى فترة المراهقة). أعطى أهمية للعوامل المؤثرة في المراهقة. التفكير. العاطفة.

المحور الثالث / شخصية المراهق. 1- أوجه النمو في شخصية المراهق: 1-1- النمو الجسمي: تتسارع وتيرة النمو عند الفرد نتيجة لإفرازات بعض الغدد الصماء التي تعمل على إثارة النمو الجسمي و الإسراع بالنضج الجنسي أو الفيزيولوجي بشكل عام. 2-1- النمو العقلي: من أبرز مظاهره نمو في التفكير وفي القدرات العقلية المرتبطة بها. فالمراهقة تتميز بأنها تعرف نضجا في مختلف قوى و أساليب السلوك العقلي و الإدراكي. -حيث يدرك المراهق أن أساليبه العقلية تختلف، و لم يعد يعتمد على آراء الغير و أفكارهم دون إخضاعها للتمحيص العقلي و تظهر لديه ميولات متعددة: ( الرياضيات، تعلم الغات...). ينتقل المراهق من الاعتماد على الإدراك الحسي إلى التعلم التجريدي. تتقوى لديه القدرة على التخيل و التذكر. تزداد قدرة المراهق على التحليل و الفهم و الاستيعاب. يساهم في هذا كله، كل من المحيط الاجتماعي، و الثقافي، و الاقتصادي الذي ترعرع فيه الفرد.

1-3- النمو الانفعالي: المراهقة مرحلة وسطى بين الطفولة و الرشد و هو ما يشكل للمراهق وضع غير مريح، مما يثير انفعالاته، و ترتبط هذه الانفعالات إما بمثيرات خارجية ( السب، الاحتقار...) و أخرى داخلية( ذكرى مؤلمة، مثيرة للحزن...). فاحتقار المراهق، توبيخه، لومه أمام زملائه تعد مثيرات تفقده صوابه. يعتبر المراهق أكثر من غيره إظهارا للنوبات الانفعالية و الصراخ، لأن خلال هذه الفترة يكون موزع النفس بين ذاتين يبحث عنهما: الذات الحقيقية و المثلى: الأولى: تمثل نفسه كما يراها الغير. الثانية: تمثل الذات التي يتطلع إليها. و إن أهم ما يميز انفعالات المراهق بشكل عام هو: * المراهق لا يعيش استقرارا نفسيا كما أنه سريع الإحراج. * المراهق متقلب في آرائه وأهوائه ونزعاته. * مرحلة المراهقة، مرحلة يشتد فيها اهتمام الفرد بذاته كلما كانت الهوة كبيرة، اشتد التوتر النفسي.

- قابلية الفرد على التحرر من القلق في ظروف الاجتماعية. 1-4- النمو الاجتماعي -الاستقلال. - قابلية الفرد على التحرر من القلق في ظروف الاجتماعية. - القابلية على التحسس الاجتماعي. - المشاركة الوجدانية. - مسؤولية الفرد عن نفسه. - التخطيط للمستقبل. - تحمل المسؤولية في تحديد المواعيد.

كخلاصة حياة المراهق مليئة بالمتناقضات، تبدو في سلوكه و تفكيره: إذ يقول ولا يفعل، ويألف وينفر في نفس الوقت، ويخطط ولا ينفذ ويريد الامتثال بقيم الجماعة ويسعى في نفس الوقت إلى تأكيد ذاته.

2- المظاهر النفسية والاجتماعية في شخصية المراهق: 2-1- الاضطرابات النفسية والسلوكية: يعاني المراهق من وجود عدة صراعات داخلية منها: - صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها. صراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة أوالأنوثة.- صراع بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره الواضح -في التزاماته. صراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية.- الصراع الثقافي بين جيله و الجيل السابق.-

الاغتراب والتمرد: يشكو المراهق من أن والديه لا يفهمانه. يعتقد أن أي سلطة لإخضاعه إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراته العقلية و تظهر لديه سلوكيات التمرد والعناد والتعصب والعدوانية. الخجل والانطواء: فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته. يلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل. السلوك المزعج رغبة المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة. الصراخ، الشتم، الجدال، التورط في المشاكل.

العصبية وحدة الطباع العصبية والعناد بغية تحقيق مطالبه بالقوة والعنف.- المستويات الهرمونية المرتفعة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة على -شكل غضب وإثارة وحدة طباع عند الذكور، وغضب واكتئاب عند الإناث. الحساسية النفسية والانطباع عن الذات.- الحيرة والتردد ونقص الثقة بالذات والتفكير في توقعات الآخرين.- الارتباك في مواجهة المواقف.- التقلب الانفعالي.- سيطرة العواطف الشخصية.- الغضب والغيرة.- كثرة أحلام اليقظة.-

2-2- الجوانب الاجتماعية في شخصية المراهق: تتزايد أهمية العلاقات الاجتماعية للإنسان بتقدمه من الطفولة إلى المراهقة وذلك بسبب تشعب تلك العلاقات. فالمراهقة باعتبارها جسر انتقال من الطفولة إلى الشباب و مرحلة للتحولات النمائية الحاسمة، تكسب علاقات الناشئ بأقرانه وعلاقاته الاجتماعية. ومن أهم المظاهر الاجتماعية في شخصية المراهق. الميل إلى الاستقلال والاعتماد على النفس.- الميل الالتفاف حول ثلة معينة.- اتساع دائرة العلاقات الاجتماعية.- الميل إلى مقاومة السلطة الوالدية والمدرسية- المنافسة.- الميل إلى الجنس الآخر و الاهتمام به.-

المحور الرابع: المراهق و المؤسسة التعليمية. تعتبر الأسرة والمدرسة من أهم المؤسسات للتربوية التي تضطلع بدور أساسي في تنمية شخصية الطفل –مشروع مراهق- في مختلف مراحل حياته التي يقضيها بهذه المؤسسات، وانتقاله من الأسرة الى المدرسة أصبح ضرورة يفرضها التطور المجتمعي لعالم اليوم.

1- المراهق و الحياة المدرسية. إن دمج المراهق في الوسط المدرسي الجديد الذي ينخرط فيه يستدعي منه ابتكار أساليب جديدة من التكيف والتأقلم، قد تختلف عن الأساليب التي كان يواجه بها مختلف المؤسسات التي كان ينتمي اليها، ذلك أن مؤسسة التعليم الاعدادي أو الثانوي التي أصبح عضوا فيها تتكون من مجموعة من البنيات ذات تنظيم خاص، مختلف لا من حيث التنظيم و لا من حيث المعايير والمبادئ والأوامر و النواهي كثيرا ما ترهقه وتؤثر على ايقاعه واستجاباته الدراسية.

2- الوظيفة النفسية والاجتماعية للمدرسة. * تلعب المؤسسة المدرسية دورا مهما في مجتمع اليوم فهي قنطرة المراهق و معبره الى الاندماج في المجتمع فهو بحاجة الى النظام الدراسي المتفهم لحاجاته و متطلباته النمائية. والمنظومة الدراسية تشكل في مجموعها عاملا طبيعيا يساعد المراهق على النمو الاجتماعي والعاطفي. * وعن دور المدرس ودوره في هذه العلاقة التفاعلية التي بطلها التلميذ/ المراهق و مسرحها المؤسسة المدرسية نجد عدة دراسات تناولت الخصائص والصفات التي يرغب التلاميذ أن تتوفر في مدرسيهم من قبيل: - المحبة والتشجيع لدى المدرس. - التمكن من المزج بين الاهتمام والرغبة في التدريس. كيفية الجمع بين الطاعة والسلطة. التمكن من مادة التخصص. - التحلي بالديمقراطية.

3- المراهق والبرامج الدراسية. لقد وضع النظام المدرسي منذ النصف الثاني من القرن العشرين موضع تساؤل ونقاش لتمحيص فائدته و تحديد جدواه التعليمية والاجتماعية للمتعلم. و مع ازدياد وتطور القنوات والوسائل المعرفية من حاسوب وتلفاز وغيرها لم تعد المدرسة تحتل نفس المكانة السابقة وزُعزعت مركزيتها الاجتماعية: أهداف المدرسة لا تساير متطلبات الفرد والمجتمع التنموية. عصر حضارة الصورة وإغراءاته الوجدانية. طبيعة النص المكتوب وما يتطلبه من مجهود فكري.

يسلط محور المراهق والمؤسسة التعليمية الضوء على أهم الجوانب التي تحكم التلميذ أو الفرد المراهق بمحيطه الدراسي و مظاهر التأثير والتأثر بينهما، وبعض العناصر الفاعلة في هذه العلاقة الديناميكية، مع الاشارة إلى البرامج الدراسية وموقف المراهق منها، مدى أهميتها ونجاعتها في بناء شخصيته وإعداده للحياة بمختلف ملابساتها.

المراجع المعتمدة: * ميخائيل ابراهيم أسعد: مشكلات الطفولة والمراهقة، الطبعة الثانية،بيروت،1986، دار الآفاق الجديدة. * نوري الحافظ: المراهق، الطبعة الثانية،1990، المؤسسة العربية للدراسات والنشر. أحمد أوزي: المراهق و العلاقات المدرسية، الطبعة الثانية،2000. صلاح أحمد مرحاب: سيكلوجية التوافق النفسي ومستوى الطموح، الطبعة الأولى، 1988، مكتبة دار الأمان الرباط. رشيد الرينكة: نحو استراتيجية إسلامية موحدة لحماية الطفولة الجانحة،الجزء الأول، الطبعة الأولى 2002، فضالة المحمدية. مجلة علوم التربية: السنة الرابعة،العدد السابع، أكتوبر 1994، مطبعة النجاح الجديدة،الدار البيضاء.

شكرا على حسن انتباهكم