الإنسان والبيئة أ.عبد المنعم محمد درويش

بسم الله الرحمن الرحيم ”واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون“ )البقرة :)

الأهداف بيان علاقة الإنسان السالبة والموجبة بالتلوث البيئي و اختلال التوازن الطبيعي في البيئة.

المدخل التمهيدي صون البيئة، ورأب صدوعها، وعلاج مواجعها يدخل في شقين: اصحاح البيئة بالمحافظة على نوعيتها وحمايتها من التلوث والتدهور. وصون مواردها الطبيعية تحقيقا لأهداف التنمية المستدامة.

الشق الأول يستهدف تامين متطلبات بيئة نظيفة لضمان العيش الامن للإنسان وتحقيق رفاهيتة في الحاضر. اما الشق الثاني فيهدف الى : –تحقيق مسؤولية الامانة التي استخلف فيها الله الانسان على الارض. – ضمان مصالح الحاضر ومسؤولية الجيل الحالي تجاه اجيال المستقبل القادمة.

النجاح في هذه المساعي النبيلة يعتمد على: مواقف الإنسان وقيمه واتجاهاته البيئة. مستوى الالتزام والشعور بالمسؤولية الاخلاقية للمشاركة الايجابية في برامج الصون ومخططاته.

بحماية الموارد الطبيعية واستهلاكها بحكمة. تطوير اساليب فعالة وأمينة في انتاج الغذاء ب اسمدة ومبيدات ملوثة. ابتكار الوسائل التي تحد من تلوث الهواء وظاهرة ا حتباس الحراري الناجمة عنه. اعتماد اساليب ا نتاج النظيف القائم على التخلص من النفايات والتلوث. الإنسان احد الاسباب الرئيسة في المحافظة على البيئة أو تلويثها وإحداث الخلل في توازن مكونات نظامها الطبيعي، وان ارادة الحياة التي يحركها عقله كفيلة:

وبالمقابل سيموت ملايين البشر. عطشا لان الماء سينضب جراء سوء الإدارة، والاستنزاف البشري. وجوعا لان الأراضي الزراعية ستتراجع أمام الزحف العمراني غير المخطط. ومرضا من التلوث الإشعاعي والكيماوي الناجم عن حروب البشر.

كل هذا يمكن أن يحصل إذا استمر الاندفاع غير المخطط لاستنزاف الموارد الطبيعية وتدمير البيئة، وإذا افتقد الإنسان الاتجاهات والقيم الأخلاقية لمتطلبات حماية البيئة وصونها من المخاطر.

الإنسان والتلوث البيئي معنى التلوث البيئي. درجات التلوث البيئي. بعض انواع التلوث البيئي. مصادر التلوث البيئي. علاقة الانسان بالتلوث البيئي.

المفهوم كل تغير كمي أو كيفي في مكونات البيئة الحية وغير الحية، لا تتمكن الأنظمة البيئية من إستيعابه.، حيث تقل كفاءة هذه النظم بدرجة كبيرة وتصاب بالشلل التام عند حدوث اي تغير في الحركة التوافقية لعناصرها المختلفة.

درجات التلوث يمكن تقسيم التلوث إلى ثلاث درجات متميزة هي: التلوث المقبول: هو الدرجة الأولى من درجات التلوث التي لا يتأثر بها توازن النظام الإيكولوجي ولا يكون مصحوبا بأي أخطار أو مشاكل بيئية رئيسة.  لا توجد بيئة خالية تماما من التلوث نظرا لسهولة نقل الملوثات المختلفة من مكان إلى آخر سواء كان ذلك بواسطة العوامل المناخية أو البشرية.

التلوث الخطر هومرحلة متقدمة من مراحل التلوث، حيث أن كمية ونوعية الملوثات تتعدى الحد الإيكولوجي الحرج والذي يبدأ معه التأثير السلبي للتلوث على العناصر البيئية الطبيعية والبشرية.  تعاني كثير من الدول الصناعية من التلوث الخطر والناتج بالدرجة الأولى من النشاط الصناعي والاعتماد بشكل رئيسي على الفحم والبترول كمصدر للطاقة

التلوث المدمر وهوالمرحلة التي ينهار فيها النظام الإيكولوجي، ويصبح عاجزا عن اداء وظائفه الطبيعية نظرا لاختلال توازنه بشكل جذري. مثال ذلك التلوث الناجم عن الاشعاعات النووية

بعض اشكال التلوث تلوث الهواء تلوث المياه تلوث التربة تلوث الغذاء تلوث الضوضاء

تلوث الهواء هو الحالة التي يكون فيها الهواء محتويا على مواد غريبة، أو عندما يحدث تغيير في نسب مكوناته.

ملوثات الهواء أهم ملوثات الهواء هي:  أول أكسيد الكربون  ثاني أكسيد الكبريت  أكاسيد النيتروجن  الجسيمات العالقة ( مثل الأتربة والدخان ورذاذ المركبات المختلفة).

مصادر تلوث الهواء نتيجة لأنشطة الإنسان كإستخدام الوقود في الصناعة والنقل والكهرباء وأنشطة أخرى ئؤدي الى إنبعاث غازات وجسيمات مختلفة مستمرة تحكمها أنشطة الإنسان المنتشرة والمستمرة طبيعية كالغازات والأتربة الناتجة من ثورات البراكين وحرائق الغابات.. محدودة تحكمها العوامل الجوية والجغرافية والجيولوجية

الإنسان وتلوث الهواء بلغت المنفوثات العالمية من ثاني اوكسيد الكربون رقما قياسيا عام 1996 مقداره مليون طن،أي اكثر مما كانت عليه عام 1995 بنحو400 مليون طن. أضحت تركيزات ملوثات الهواء في المدن الرئيسية أعلى من معايير منظمة الصحة العالمية.

هو إحداث خلل وتلف في نوعية المياه ونظامها الإيكولوجي، بحيث تصبح المياه غير صالحة لإستخداماتها الأساسية. اكثر من مليار نسمة من سكان العالم يشربون مياها غير مأمونة، وان امراض الاسهال الناجمة عن التلوث تقتل 1،8 مليون شخص كل عام. تلوث المياه

مصادر تلوث المياه وأسبابها مصادر تلوث المياه وأسبابها مصادر تلوث المياه مياه الصرف الزراعي المحملة بالكيماويات الزراعية المخلفات الصناعية صرف المخلفات المنزلية

الانسان وتلوث المياه  إستخدام الأسمدة والمبيدات  دفن النفايات المختلفة في مناطق غير مؤهلة لذلك.  صرف المخلفات المحملة بالكيماويات والملوثات البيولوجية المتنوعة.  عمليات التنقيب واستخراج النفط والغاز الطبيعي وحوادث ناقلات النفط العملاقة التي تؤدي الى تلوث الغلاف المائي. تعرض المياه الجوفية للاستنزاف الشديد.

تلوث التربة تصبح التربة ملوثة حين إحتوائها على مادة أو مواد بكميات أو تركيزات خطرة على صحة الإنسان أو الحيوان أو على النبات، أو تجعل المياه السطحية أو الجوفية غير صالحة.

تلوث التربة مصادر تلوث التربة زراعيةصناعية

الانسان وتلوث التربة  تمد النشاطات البشرية العالم سنويا كميات من النيتروجين غير المتطاير الذي يمكث في الطبيعة تزيد على ما تفعله الطبيعة. فالإنسان يسمد الارض على نطاق عالمي بطرق تكاد تخلو من الرقابة.  تسرب مواد من الخزانات والأنابيب مثل أنابيب النفط ومنتجاته.  تخزين ونقل المواد الخام والنفايات.  إنبعاث الملوثات من أماكن تجميعها إلى البيئة المحيطة.

تأثيرات تلوث التربة انخفاض مساحة الغابات والأراضي المشجرة. تدهور الأراضي. تدني الإنتاجية الزراعية. تهديد الأمن الغذائي. إنتشار الأمراض.

تلوث الغذاء هو أي تغير يحدث في خاصية أو أكثر من خواص الغذاء، بحيث يؤثر على درجة تقبل المستهلك لهذا الغذاء.

مصادر تلوث الغذاء البيولوجي الكائنات الحية مثل البكتريا والفطريات وإفرازاتها الكيماوي وجود بقايا مبيدات أو كيماويات أخرى الفيزيائي تغير في اللون والشكل والحجم

تأثيرات تلوث الغذاء سلبية على النواحي الاقتصادية والصحية والاجتماعية. تسبب أمراض كثيرة ومشاكل صحية مستقبلية عديدة، كالتليف والفشل الكلوي والتخريب الطويل المدى لجهاز المناعة والأجهزة العصبية.

التلوث الضوضائي الضوضاء مزيج من الأمواج الصوتية غير المتجانسة وغير المتناسقة وغير المرغوبة، وذات طاقة تؤثر على قدرة الوعي لتمييز محتوياتها.

التلوث الضوضائي مصادر الضوضاء الصناعات المختلفة الأجهزة المنزلية المختلفة عمليات البناء وسائل النقل المختلفة

تأثيرات الضوضاء تأثيرات نفسية مثل سرعة التعب والإرهاق العصبي. ردود فعل بيولوجية مثل سرعة النبض وتقلص الشرايين والأوعية الدموية. تأثيرات سلبية في الحياة الإقتصادية / تدني في إنتاجية الأشخاص. الإضرار بالأجهزة السمعية والحساسية في الشعيرات الحسية للأذن الداخلية.

التوازن البيئي ما التوازن البيئي؟ وما الاخطار التي تهدده؟

التوازن البيئي مفهوم يتعلق بالتعادل الد يناميكي بين مكونات البيئة وعناصرها سواء كانت بيولوجية أم فيزيقية التوازن البيولوجي هو حالة من التعادل الطبيعي بين الأحياء في البيئة الواحدة بحيث لا يطغى احدها في تأثيره على الأحياء الأخرى. أما التوازن الفيزيقي فهو حالة التعادل الطبيعي بين المكونات والعوامل الطبيعية في النظام البيئي.

يحدث اختلال التوازن في النظام البيئي بدرجة كبيرة جراء التصرفات البشرية بحيث يتعرض النظام بأجمله إلى خلل في توازنه. ◄ مثال ظاهرة الاحتباس الحراري

الاحتباس الحراري الاحتباس الحراري مفهوم يعبر عن بقاء كمية زائدة من حرارة الجو داخل الغ ف الجوي للأرض وعجزها عن الانف ت خارجا بسبب ازدياد تركيز غازات ثاني اوكسيد الكربون والميثان وغيرهما، وتشكيلها حاجزا يعرقل التوازن الطبيعي في الحرارة.

يعد الاحتباس الحراري احد ابرز مظاهر اختلال التوازن البيئي التي تقلق عالم اليوم نظرا لمخاطره الكثيرة المتمثلة بالاتي: ارتفاع مستوى البحار زوال الغابات ازدياد حدة وتواتر العواصف والأعاصير تدمير الشعب المرجانية ازدياد الاصابات المرضية انخفاض المحاصيل الزراعية

من الامثلة الصارخة لنتائج الاحتباس الحراري في عام 1998 كان25% من انواع الثديات التي يبلغ عددها نحو 4630 نوعا في العالم و11% من انواع الطيور التي يبلغ عددها 9675 نوعا معرضة لخطر الانقراض. البيكة, حيوان صغير من فصيلة الارانب قد يكون اول الحيوانات الثديية في اميركا الشمالية التي تسقط ضحية الاحتباس الحراري

احتراق الغابات الناجم عن تغيير المناخ احالت غابات الارض مصدرا رهيبا لانبعاثات ثاني اوكسيد الكربون،بدلا عن دورها في امتاصه والمحافظة على استقرار المناخ.

تعد معاهدة كيوتو اول معاهدة دولية لخفض انبعاث غازات الدفيئة المنبعثة من غازات النفط والفحم. تعد الولايات المتحدة اكثر الدول انتاجا لغازات الدفيئة. انضمت الإمارات العربية المتحدة إلى الدول الموقعة على معاهدة كيوتو اتساقا مع نهجها الثابت في حماية البيئة.

كارثة بحيرة آرال : من الامثلة الاخرى لاختلال التوازن البيئي آرال بحيرة شبه مالحة تقع شرق بحر قزوين وتحيط بها جمهوريات:اوزبكستان،وكازاخستان،وتركمستان. كانت آرال حتى عام 1960 رابع اكبر بحيرة في العالم، فقد بلغت مساحتها 64 ألف كيلو متر مربع وحجمها 1000 كيلو متر مكعب. ظلت هذه البحيرة موطنا لملاين البشر، وكان يغذيها نهران عظيمان هما نهر آمو(2539كم)، ونهر سير(2204) بالماء ،ما جعل الحياة ممكنة لنحو40 مليون إنسان ولاعداد كثيرة ومتنوعة من الكائنات الحية.

في عام 1918 بدأ العمل في مشروع زراعي كبير في الاتحاد السوفيتي السابق يعتمد على سحب الماء من نهري آمو ،وسير وتغيير مجراهما لري ملايين الهكتارات من الأراضي لزراعة القطن والأرز وغيرهما. أدى تحويل مجرى النهرين واستخدام مياههما بطريقة استنزافية إلى تضاؤل إمدادات المياه وتحويل مساحات مائية شاسعة إلى حقول ملحية تحركها الرياح وتنثرها على المدن التي تبعد ألاف الكيلومترات.

أما التأثيرات البيئية لهذه الكارثة فتتمثل في التصحر، واختفاء مئات الأنواع من النباتات والأحياء البرية والبحرية،وتغيير الظروف المناخية، وانخفاض منسوب المياه الجوفية في مناطق وارتفاعها في مناطق اخرى،وتلف المحاصيل الزراعية والغطاء النباتي.

ومن الامثلة الأخرى لاختلال التوازن البيئي ترقق الغطاء الجليدي في المحيط المتجمد الشمالي الذي ادى الى زوال 27 % من الشعاب المرجانية وتوقع زوال 70% بحلول سنة2050، وهذا مؤشر على تدهور نظم ايكولوجية رئيسة واختلال توازنها.