اختيار الموضوع لعل أصعب جزء في عمل طالب الدراسات العليا هو اختيار رسالته. فالموضوعات لا تكشف عن نفسها بسهولة ، ولكنها تظهر وتتضح عندما يقرأ الطالب كثيراً في موضوع معين مدفوعاً برغبة ذاتية. فمثلا على طالب الاقتصاد أن يسأل نفسه : أي الموضوعات تثير اهتمامه وشغفه ؟ وأي الفترات

اختيار الموضوع وتأتي الخطوة التالية ، وهي القراءة العامة. وما لم يكن للطالب معرفة عامة بالموضوع ، فعليه أن يبدأ بكتاب مختصر عن الموضوع ثم ينتقل بعد ذلك إلى كتب أطول وأكثر تفصيلاً. وبمداومته القراءة سيجد نفسه أكثر ميلاً للتخصص في موضوع محدد

اختيار الموضوع ويجب أن يتميز الموضوع بالجدة والأصالة. كما يجب أن يكون فريداً من حيث طريقة المعالجة والنتائج النهائية التي تعتبر إثراء للمعرفة البشرية وإضافة لها. والموضوع الجيد هو الذي يحظى باهتمام الطالب وشغفه. كما يجب أن يكون للموضوع بعُد مناسب. بمعنى أن يكون محدوداً من حيث المجال والحجم والمعرفة التي سيضيفها وأن يكون مناسباً لقدرات الباحث.

مصادر الموضوع : هناك العديد من المصادر العامة لأي موضوع من الموضوعات. ومن خلال قراءة الباحث والمناقشات والاتصالات التي يجريها أو الحلقات الدراسية التي يحضرها والتقارير التي يطلع عليها ستتكون لديه مراجع بحثه ويمكنه أن يشرع في إعداد قائمة بعناوين الكتب والدوريات التي ستشكل مراجع رسالته.

الخطوط العريضة : أ الافتراضات : يقوم بعض الأبحاث على أساس وضع افتراضات على الحقائق واختيار هذه الفرضيات باستمرار لاستبعاد أية شوائب فيها دون تحيز. وعندما يتوصل الطالب إلى هذه الفرضيات ، عليه أن يدونها على الورق لتكون أول الخطوط العريضة لبحثه. ويجب أن يكون مستعداً لتغيير هذه الخطوط مع زيادة معرفته نتيجة لزيادة قراءاته في الموضوع.

الخطوط العريضة : ب تدوين الملاحظات : عندما يبدأ الطالب في تدوين ملاحظاته، وهو أمر سيفعله أثناء بحثه وقراءته ، فعليه أن يتجنب كتابتها في كراسة أو مفكرة ، ذلك أنه سوف يصعب عليه أن يعيد تنظيم ما دونّه من ملاحظات عند كتابة رسالته. وقد تختلط الملاحظات ويضيع منه أفضل ما قام بتدوينه.

الخطوط العريضة : ب تدوين الملاحظات : وأفضل طريقة هي استخدام البطاقات لتدوين الملاحظات. ولو أن الطالب دوّن حقيقة واحدة في كل بطاقة فسيسهل عليه أن يرتب ملاحظاته قبل أن يشرع في الكتابة. ويجب أن تحمل كل بطاقة إحالة إلى مصدرها حتى يستطيع الطالب أن يرجع إلى الحقيقة المطلوبة بيسر وسهولة في أي وقت. أضف إلى هذا أن البطاقات سوف تفيده في وضع قائمة مراجعه.

الخطوط العريضة : الكتابة : يجب على الطالب أن يعبر عن أفكاره بأسلوب مفهوم. إن الغموض وليد التفكير المشوش والمعرفة الناقصة. ويستطيع الطالب أن يوفر على نفسه مشقة إعادة كتابة رسالته أو تنقيحها لو أنه قام بإعداد مسودات قصيرة لأبواب الرسالة أثناء ترتيب أفكاره. وستكون هذه المسودات بمثابة خطوط عريضة يستطيع أن يغير فيها ويضيف إليها أثناء بحثه.

خطة الرسالة العلمية وعناصرها : خطة الرسالة هي الهيكل التنظيمي لها والمشروع الهندسي الذي يُقام عليه علاج المشكلة التي قُصدت بالبحث. ويشمل ذلك عناصر الخطة جميعها. والبحث من دون خطة سابقة مدروسة قد يكون سبيله الفشل. وينبغي على الباحث / الباحثة عند وضع خطة الرسالة تجنب التقسيمات العديدة المعقدة التي تربك القارئ وتبعث عنده الحيرة؛ إذ كلما كانت التقسيمات واضحة مبسطة والمنهج واضحاً ، كان استيعاب القارئ أيسر وأشمل.

خطة الرسالة العلمية وعناصرها : عنوان الرسالة : عنوان الرسالة : هو اللفظ الذي يتبين منه محتوى الرسالة، ويُعرَّف بأنه أصغر ملخص ممكن للمحتوى. والعنوان الجيد هو الذي يراعي الأمور الآتية : أ - أن يكون مفصحاً عن موضوعه. ب - أن تتبين منه حدود الموضوع وأبعاده. ج - ألا يتضمن ما ليس داخلاً في موضوعه. د - أن يكون قصيراً بقدر الإمكان، ويكون إيحاؤه بالأفكار الرئيسة بصورة ذكية. ه - أن يكون مرناً بحيث لو احتيج إلى إجراء تعديل فيه كان ذلك كُمناً.

خطة الرسالة العلمية وعناصرها : ولوضوح العنوان ودلالته على موضوع الدراسة بعدٌ آخر، ذلك أنَّه بعد استكمال الرسالة وطباعتها فإنها ستُصنَّف ضمن قوائم المكتبات، وتُفهرس ضمن مجموعاتها حسب العنوان، فلا بد من التأكد من تميز كلماته بحيث يكون مفتاحاً لمضمون الرسالة دالاً على موضوعها، ويساعد على تصنيفها وفهرستها بشكل صحيح.

المقدمة : ما يبدأ الباحث / الباحثة بحثه - عادةً - بمقدمة مختصرة تمهد لموضوع البحث وتكون مناسبة له، وغالباً ما تتدرج المقدمة من العام إلى الخاص، ونقصد بذلك أنه يبدأ بالتلميح إلى موضوعه بشكل عام ثم يدخل تدريجياً في صلب الموضوع. وتهدف المقدمة إلى تهيئة ذهن القارئ إلى أنَّ هناك موضوعاً أو مسألة جديرة بالدراسة وقابلة للبحث.

التعريف بمصطلحات الرسالة : التعريف بمصطلحات الرسالة قسمان : - أ التعريف بمصطلحات العنوان. - ب التعريف بالمصطلحات الواردة في البحث

مشكلة البحث : إن مشكلة البحث توضح الإشكال العلمي الذي سيبقى معلقاً لو لم يقم الباحث ببحثه، وهي بذلك ترسم صورة لما سيتم القيام به. وإن أفضل طريقة لصياغة مشكلة البحث هي الأكثر بساطة، أي تلك التي تذهب مباشرة إلى صلب الموضوع بالتعبير عما يدور في ذهن الباحث. وتقوم مشكلة البحث بوظيفتين أساسيتين : - أإعطاء توجه معين للدراسة نحو محاولة حل إشكال علمي معلق. - ب تنسيق كل الجهود التي ستبذل خلال فترة إعداد الدراسة.

مشكلة البحث : فيما يتعلق بالوظيفة الأولى : فإن مشكلة البحث تساعد على التعرف على مختلف جوانب الموضوع وأبعاده، وتحديد مصادر معلومات الدراسة وطبيعة المادة العلمية التي سيتم جمعها، كما أنها تحدد الأسلوب الذي سيعتمد في تحليل هذه المادة.

مشكلة البحث : وفيما يتعلق بالوظيفة الثانية : فإن مشكلة البحث توفر رابطاً منطقيا بين مختلف مراحل إنجاز مشروع البحث، وذلك بالتعبير عن نوايا الباحث / الباحثة فيما يتعلق بالدراسة. إليها ستتأثر إلى حد كبير بطريقة صياغة مشكلة البحث. وبناء على ذلك فإن تفسري المادة العلمية وطريقة التعبير عنها والنتائج التي سيتم التوصل

أهمية البحث وقيمته العلمية : يجب تحديد أهمية الدراسة بالإجابة عن السؤال المتعلق بما إذا كان البحث له أهمية جوهرية تبرر القيام به أم لا ؟ ويقوم الباحث / الباحثة في هذا الجزء من البحث بإبراز الأسباب التي دعت كل منهما لتناول هذا الموضوع وتناوله في شكل دراسة علمية.

أهمية البحث وقيمته العلمية : ويمكن أن يورد كل منهما في هذا الجزء عبارات أو اقتباسات أو بيانات تبرز أو تدعم الأسباب التي يقدمها كمبرر لدراسته، كما بإمكانهما أن يشيرا إلى بعض الدراسات والمقالات التي تدعم وجهة نظرهما. وإجمالاً يجب على الباحث / الباحثة أن يوضح كل منهما أهمية دراسته من الناحية التطبيقية والنظرية، وبيان الإضافة العلمية للتخصص.

أهداف البحث : يحدد الباحث / الباحثة الأهداف التي يسعى البحث إلى تحقيقها، بحيث يكون محتواها مرتبطا ارتباطا عضويا بالمشكلة وبمبررات البحث.

فروض البحث : هي توقعات الباحث / الباحثة التي تمثل حلولاً للمشكلة، ولا يصوغها كل منها من محض خياله، وإنما في ضوء الخبرات والقراءات والاطلاع على البحوث والتجارب السابقة يجب أن يخضع كل فرض للاختبار وتثبت صحته من عدمه، ويكون الباحث / الباحثة أميناً وصادقاً في تبيين الاستنتاجات التي توصل إليها من نتائج بحثه، ومدى توافقها مع الفروض التي وضعها في بحثه، ويصرح بصحة فرضه من عدمه ، حيث إن ذلك يعطي الثقة والمصداقية لبحثه

فروض البحث : وفي صياغة الفروض يراعي الباحث / الباحثة ما يأتي : أن يكون الفرض قابلاً للاختبار. تحديد الفرض بوضوح ودقة. أن يقيم علاقة بين المتغيرات. أن يكون للفرض مجال محدد.

مسلمات البحث : من المستحسن أن يحدد الباحث / الباحثة ما يستند إليه من مسلّمات لينطلق منها في بحثه. والمسلمة : هي قضية مجزوم بصحتها ولا تحتاج إلى إثبات، ينطلق منها الباحث / الباحثة للبرهنة على قضية أخرى.

حدود البحث : يوضح الباحث / الباحثة ما سيقتصر عليه البحث من قضايا ومسائل موضوعية أو زمانية أو مكانية.

الدراسات السابقة : يقوم الباحث / الباحثة خلال هذه المرحلة باستقصاء وتفحص الدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع بحثه وتلخيصها ونقدها. وتسمح مراجعة الإنتاج الفكري السابق في دراساتهم والصعوبات التي تعرضوا لها أثناء مرحلة الإنجاز. للبحث بالوقوف على ما قام به الباحثون الآخرون من الدراسات والمقارنات التي اتبعوها وعلى الباحث / الباحثة تقديم دراسة نقدية للدراسات السابقة في موضوع البحث، وبيان مدى صلتها بالموضوع.

أهمية الدراسات السابقة : تفادي التكرار في البحوث. إيجاد المسوِّغات المقنعة لدراسة الموضوع الذي تم اختياره. كما يستطيع الباحث / الباحثة من خلال العرض للدراسات السابقة أن يبرز قدراته العلمية، فكتابتها بصورة علمية ناقدة دلالة على النضج العلمي في موضوع البحث.

مكونات الرسالة تعتمد مكونات الرسالة البحثية علي الطبيعة العلمية لموضوع الرسالة وطريقة التناول ومنهجية البحث،. وجميع الرسائل تحتوي على العناصر الآتية وبنفس الترتيب : صفحة الغلاف الإقرار المكونات الاختيارية ( الآية القرآنية – صفحة الإهداء – الشكر والتقدير ). الملخص قائمة المحتويات قائمة الجداول قائمة الأشكال قائمة المختصرات الفصل الأول ( المقدمة العامة والإطار النظري للبحث ) فصول الرسالة والتي تحتوي علي مضمون الرسالة ولكل منها عنوان مستقل. قائمة المراجع الملاحق ( إذا كانت ضرورية )