كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز – فاس - المغرب شعبة علم النفس جمعية المنتدى المغربي للصم فاس - المغرب معالجة المعلومات في ذاكرة العمل والذاكرة الدلالية: مقارنة بين الأصم وغير الأصم ذ. بنعيسى زغبوش المنتدى الدولي الثاني للصم: تحت شعار ”معا لتطوير كفاءات وقدرات الأصم” قصر المؤتمرات (المدينة الجديدة) والقاعة الكبرى (فاس المدينة) فاس: 09 – 10 - 11 أكتوبر 2008
محاور المداخلة البنية المعرفية - ذاكرة العمل (البنية والآليات) - الذاكرة الدلالية (البنية والآليات) الدراستين الميدانيتين - دراسة الذاكرة الدلالية - دراسة ذاكرة العمل تفسير النتائج - على المستوى المعرفي - على المستوى النورولوجي - على مستوى الوضع السوسيومعرفي خلاصات اقتراحات
توضيحات يقول Deleau(2007): "لا أشك في أن لغة الإشارة هي لغة "فعلية"، وأنا مندهش حتى من ملاحظة أن بعض المقالات لازالت تخصص لتقديم الحجج لتأكيد هذا القول". إن لغة الإشارة ليست أقل "يسرا" أو "بساطة" من اللغة المنطوقة Schlesinger وMeadow (1972) Volterra (1990) إن عمليات الإحالة "غير شفافة" في لغة الإشارة وفي اللغة المنطوقة أيضا (أي اعتباطية اللغة حسب تعبير دو سوسير (1987)). إن لغة الإشارة هي لغة فعلية وليس شيفرة مبنية للإحالة لفظا بلفظ على مجموعة منتهية من المواضيع. إذن للغة الإشارة نفس خاصيات اللغات الأخرى المنطوقة. كيف تتم معالجتها على مستوى البنيات المعرفية؟
سيرورات معالجة المعلومات على مستوى الذاكرة بنية الذاكرة القصيرة المدى وآليات اشتغالها (نموذج ذاكرة العمل Mémoire de travail) بنية الذاكرة البعيدة المدى وآليات اشتغالها (نموذج الذاكرة الدلالية Mémoire sémantique)
بعض المصطلحات الواردة في المداخلة ومقابلاتها الفرنسية ذاكرة قصيرة المدى mémoire à court terme ذاكرة بعيدة المدى mémoire à long terme ذاكرة العمل mémoire de travail ذاكرة دلالية mémoire sémantique سجلات حسية registre sensoriels سجل أيقوني registre iconique سجل إيكوي registre échoïque سيرورة processus معرفي cognitif معرفية cognition معالجة traitement معالج processeur تكرار ذهني autorépétition / répétition mentale
ذاكرة قصيرة المدى المعلومات الواردة Ø الانتباه ذاكرة العمل تكرار ذهني ثانية ¼ سجل أيقوني السجلات الحسية Ø 2 ثواني سجل إيكوي الانتباه الانتباه الموجه الانتباه الموزع ذاكرة العمل تكرار ذهني اتخاذ القرار معالج مركزي مذكرة بصرية-مكانية ذاكرة تلفظية سلوك لفظي سلوك حركي تدعيم المعارف تخزين استرجاع ذاكرة بعيدة المدى
ذاكرة قصيرة المدى ذاكرة بعيدة المدى ذاكرة إجرائية ذاكرة صريحة تدعيم مهارات Savoir faire معارف Savoirs ذاكرة أوطوبيوغرافية ذاكرة إبيزودية ذاكرة دلالية سياق التعلم: ذكريات محددة في الزمان والمكان أحداث ثقافية عامة مفاهيم مدلولات معلومات تتعلق بالشخص: الاسم، الأقارب، الأشياء المفضلة...
ذاكرة العمل الذاكرة القصيرة المدى - بنية للعبور قدرتها التخزينية محدودة لا تستقر فيها المعلومة إلا لبعض ثوان (Doré و Mercier،1992). - تخزين المعلومات مؤقتا ومعالجتها أثناء سيرورات التعلم والاستنتاج أو التفكير والفهم (Atkinson وShiffrin، 1968) - الاحتفاظ بالمعلومات للاستعمال اللحظي: مثل الحساب الذهني (Smyth وآخرون، 1988) وفهم اللغة (Baddeley، 1986) - معالجة المعلومات التي يشتغل عليها الفرد راهنا. - تحديد سعة الذاكرة القصيرة المدى، أي كمية المعلومات التي يستطيع الفرد معالجتها في آن واحد، وفق دراستين: * دراسة Miller (1956): يمكنـها الاحتفـاظ في المتوسطـط بين 5 و 9 رزم (chunks). وتتحدد الرزمة كوحدة معرفية مفردة وذات دلالة مألوفة (حرف أو كلمة، أو رقم). (وهو البراديغم التجريبي الذي سنعتمده في دراستنا الميدانية) * دراسة Baddeley وHitch (1974): تجمع بين مهمة الاستنتاج وحفظ لوائح من الأرقام واسترجاعها. ارتفاع الزمن الضروري للاستنتاج لم يرافقه ارتفاع نسبة الأخطاء. طرحا مفهوم أو جهاز "ذاكرة العمل". ذاكرة العمل - مجموعة نشيطة من القوالب modules لمعالجة المعلومات. - تتمظهر في تنسيق مجموعة من السلوكات التي يقوم بها الفرد في نفس الآن (قيادة سيارة والمشاركة في حوار) أو الاحتفاظ بمسار نشاط معين (استئناف الحديث بعد انقطاعه لبضع ثواني). - تحتوي على كمية محدودة من المعلومات، خلال الزمن الضروري لاستعمالها، - مراقبة وتنظيم العمليات العاملة في مهمات معرفية معينة من مثل الاستنتاج أو التفكير والفهم والتعلم (Bernard وErlijn،1994 ).
الذاكرة الدلالية الذاكرة الدلالية الذاكرة الدلالية جزء من الذاكرة البعيدة المدى درست الأبحاث محتوى الذاكرة البعيدة المدى (Fortin وRousseau، 1989؛ Gordon، 1989) الذاكرة البعيدة المدى مستودع تجارب الماضي (Doré و Mercier،1992)، ولمدة غير محدودة افتراضيا (Bernard وErlijn، 1994) يمتد استعمالها من سياقة السيارة أو التعرف على وجه مألوف، إلى فهم العالم المحيط (Smyth وآخرون، 1988) الذاكرة الدلالية - تعتبر عصارة عدة إبيزودات épisodes (Baddeley، 1994) - تشكل قاعدة عامة من المعارف التي يبنيها الفرد انطلاقا من تجاربه ومن تربيته بمعزل عن سياقها - ذاكرة الوقائع والمفاهيم، أي مجموع المعارف المفهومية المكتسبة، التي تسمح لنا بفهم عالمنا المحيط انطلاقا من سؤال "ماذا أعرف؟" (Baddeley، 1993) - إن الذاكرة الدلاليـة هي معرفة العالم (Tulving ، 1972) - مسؤولة عن فهم المواضيع البصريـة أو اللمسيـة أو اللسانيـة (Perets وBelleville وLarochelle،1994 ) - آلية لتمثل العالم الخارجي، وتخزين الخصائص الضرورية لمفهمته conceptualisation: مثل التفييء catégorisation (الكلب حيوان)، والارتباط الدلالي (كلب، قط…) - تخزين معاني الكلمات (Hamers وBlanc،1983). - إن اختبار كفاءتها يتم من خلال اختبار معرفة الأفراد بالكلمات التي تنتمي إلى المفردات المتداولة (Bernard وErlijn،1994). (وهو البراديغم الذي سنعتمده في دراستنا التجريبية).
تجربة الذاكرة الدلالية العينة نتقدم بالشكر للطالبة هاجر المختوم التي ساهمت في جمع المعطيات الميدانية الخاصة بالذاكرة الدلالية
الاختبارات سلم التنقيط البند الأول: تحديد أكبر كلمة في الجملة: زرت أخي في المستشفى البند الثاني: تحديد أصغر كلمة في الجملة: البند الثالث: التمييز بين الكلمات واللاكلمات: - ضهفص (لاكلمة) - سكين (كلمة) - قلم (كلمة) - قسم (كلمة) - قلهغ (لاكلمة) البند الرابع: التمييز بين الجمل الدالة وغير الدالة: - اشتريت تفاحة بكلمة درهم (غير دالة) - أكل الفأر القطة (غير دالة) - كتب التلميذ الدرس بالسكين (غير دالة) - نام الطفل فوق السرير (دالة) - أكلت مريم الحلوى (دالة) - شرح المعلم الدرس (دالة) سلم التنقيط البند الأول: 1/1 (المتوسط: 0.5/1) البند الثاني: 1/1 (المتوسط: 0.5/1) البند الثالث: 6/6 (المتوسط: 3/6) البند الرابع: 6/6 (المتوسط: 3/6) الهدف من هذه الاختبارات الأربعة هو الكشف عن مدى قدرة الأطفال الصم مقارنة مع غير الصم، على الوعي بدلالة الكلمات ومدى تمكنهم من التمييز بين الكلمة كواقع لسني ذهني ومرجعها كواقع فيزيقي مادي، بغية تحديد طبيعة الوعي الدلالي للكلمة عند الأطفال الصم مقارنة مع غير الصم
النتائج الجدول (3): النتائج العامة ملاحظة: مجموع النتائج النموذجية المنتظرة هي 168 جوابا صحيحا (100%) ملاحظات: - النتائج في مجملها لصالح الأطفال غير الصم، وتبدو بشكل واضح في البند الرابع، وكذا في مجاميع الاختبارات - مجموع متوسط الصم هو (1,60) وغير الصم (2,88) - إن الوضع اللغوي فقير جدا لدى الأطفال غير الصم - إن تدعيم معطيات الذاكرة الدلالية مصدره الأساسي هو الوسط الاجتماعي الذي من خلال التفاعل معه، ينشئ الفرد علاقات متعددة بين المعطيات، بل وهي مصدر المعطيات الموجودة في الذاكرة الدلالية هل الاختلاف بين الصم وغير الصم مرده مستوى التدريس أم مستوى البنية المعرفية؟ سنحاول رصد بعض عناصر الجواب في نقطة: تفسير النتائج - الانتقال من الغة المنطوقة إلى اللغة المكتوبة يكون أسرع من الانتقال من لغة الإشارة إلى اللغة المكتوبة
تجربة ذاكرة العمل العينة الاختبارات الاختبار الأول: تذكر الصور يتكون الاختبار من 9 صور مختلفة، تقدم بالتتابع للطفل ابتداء من صورتين يجب تذكرهما إلى أن يصل إلى تسع صور (بمعدل تقديم صورة كل ثانية). ويسجل مدى تذكرهم بالترتيب. الاختبار الثاني: تذكر الأرقام يتكون الاختبار من 10 أرقام (بين 0 و9)، تقدم بالتتابع للطفل ابتداء من رقمين يجب تذكرهما إلى أن يصل إلى تسعة أرقام. ويسجل مدى تذكرهم بالترتيب. الاختبار الثالث: تذكر الحروف يتكون الاختبار من 9 حروف مختلفة من حروف اللغة العربية، تقدم بالتتابع للطفل ابتداء من حرفين يجب تذكرهما إلى أن يصل إلى تسعة حروف. ويسجل مدى تذكرهم بالترتيب. نتقدم بالشكر للطالبة نزهة أكرو التي ساهمت في جمع المعطيات الميدانية الخاصة بذاكرة العمل
سلم التنقيط تعطى نقطة واحدة عن تذكر كل سلسلة من العناصر، ويؤشر عليها بعلامة (+) إن كان الترتيب صحيحا. الاختبار الأول: 9/9 (9 +) (المتوسط: 4.5/9) الاختبار الثاني: 9/9 (9 +) (المتوسط: 4.5/9) الاختبار الثالث: 9/9 (9 +) (المتوسط: 4.5/9) الهدف من هذه الاختبارات هو قياس سعة ذاكرة العمل عند الأطفال الصم مقارنة مع غير الصم، من خلال مستويين من القياس: - قياس خاص بعدد عناصر الاختبار التي يتم تذكرها مباشرة بعد مشاهدتها، - قياس مواز يأخذ بعين الاعتبار مدى تذكر العناصر السابقة وفق ترتيب تقديمها.
1. نتائج التذكر النتائج الجدول (3): المجموع الأفقي لنتائج التذكر في الاختبارات الثلاثة (للأجوبة الصحيحة) نتساءل لماذا ارتفعت القيم في اختبار 9 عناصر؟ إن الجواب عن هذا السؤال يتطلب تعميق الدراسة
الجدول (3): المجموع العمودي لنتناج التذكر وفق كل اختبار على حدة (للأجوبة الصحيحة) ملاحظة: مجموع النتائج النموذجية المنتظرة هي 320 جوابا صحيحا (100%) أفقيا، و45 جوابا صحيحا (100%) ، وعليهما تم حساب النسب المئوية.عموديا ملاحظات: - النتائج في مجملها لصالح غير الصم (308) أي 85,56% في مقابل (294) 81,67% لصالح غير الصم - تفوق غير الصم في اختبار الأرقام لدى الصم استعداد أكثر للاحتفاظ بالمعطيات على مستوى ذاكرة العمل - بالرغم من طول مدة دراسة الحروف (اللغة المكتوبة) فإن غير الصم لم يتفوقوا في الاختبار مقارنة مع الصم. لماذا؟
نلاحظ انحدارا منطقيا للرسم البياني في اتجاه 9 عناصر 2. نتائج التذكر بالترتيب (يتطلب كلفة معرفية إضافية: تذكر + ترتيب: تضاؤل النتائج) الجدول (3): المجموع الأفقي لنتائج التذكر بالترتيب في الاختبارات الثلاثة (الأجوبة الصحيحة) نلاحظ انحدارا منطقيا للرسم البياني في اتجاه 9 عناصر
غير الصم الصم الصور 57 67 الأرقام 58 الحروف 68 المجموع 172 (47.78 %) 192 (53.33%) الجدول (3): المجموع العمودي لنتائج التذكر بالترتيب حسب كل اختبار على حدة (الأجوبة الصحيحة) ملاحظة: مجموع النتائج النموذجية المنتظرة هي 320 جوابا صحيحا (100%) أفقيا، و45 جوابا صحيحا (100%) ، وعليهما تم حساب النسب المئوية.عموديا. الفرق واضح على مستوى استرجاع المعلومات وفق ترتيب تقديمها من قبل المجرب: الصم (192) 53,33% وغير الصم (172) 47,78% - فرق طفيف لصالح غير الصم أيضا في اختبار الأرقام - الاختبار يعتمد على المثير البصري: ويبدو أن الصم قد طوروا هذه المهارة بشكل كبير - ربما أن تحويل المثيرات البصرية إلى معطيات فونولوجية بهدف الإبقاء عليها منشطة في ذاكرة العمل يؤدي إلى انخفاض كفاءة غير الصم - يعتمد غير الصم على تحويل المثيرات البصرية إلى معطيات فونولوجية حسب بعض الدراسات، في حين أن الأصم يبقيها على طبيعتها البصرية: المسألة تحتاج إلى دراسات أعمق.
تفسير النتائج معرفيا
الإشارات عند الطفل مدخل أساسي لبروز لغة التواصل تفاعلات الطفل الأولى من خلال الحركات والإيماءات والصرخات: لها دلالة يمنحها الوسط ابتسامة الرضيع تصبح أكثر من حركة عضلية بل تشحن بانفعالات تواصلية ← التواصل بواسطة ”شبه لغة“ مكونة من إشارات مشتركة معهم (نركز على أهمية التواصل في تطوير اللغة) تعويض الحركات برموز اعتباطية: الكلمات لدى غير الأصم والإشارة لدى الأصم حوالي 10 أشهر: الرغبة في الحصول على الشيء من خلال حركة اليد (كف مفتوح للأسفل) مقرونة بنظرات نحو الأم ونحو الشيء حوالي 13 شهرا: الإشارة بالأصبع (السبابة) نحو الشيء المرغوب فيه (لغة أولية للتواصل) الإشارة بالأصبع عنصر منبئ باللغة (الطفل الذي يشير بالأصبع في 13 شهرا سيتواصل باللغة) (الحيوانات لا تشير بالأصبع) الإشارة بالأصبع: الطفل فهم مبدأ الكلام الإنساني ومبدأ اللغة والتواصل رصد هذه الإشارة التعيينة من طرف أطباء الأطفال للتعرف على قابلية الطفل للتواصل اللغوي لاحقا أو للتعرف على الأطفال الانطوائيين لغة الإشارة معبر لابد منه لتطوير لغة التواصل الحركية نقطة انطلاق تطور اللغة (Philipon، 2007)
الإشارات عند الراشد جزء مندمج في لغة التواصل الخطابات الشفوية ترافقها تعابير الوجه وأوضاع الجسم والحركات العفوية Nùnez وSweetser (2001): التعبير عن الزمن في الثقافة الغربية من اليسار إلى اليمين بواسطة الحركات، وفي الثقافة العربية من اليمين إلى اليسار (زغبوش وطرواديك، 2006) يمكن ملاحظة استعمال الحركات لدى جل الأشخاص الناطقين الأصم: الحركات وسيلة وحيدة للتواصل ولتبليغ الأفكار تأكيد ذلك بالإصابات الدماغية: بعض الأشخاص غير قادرين على تقليد حركة معينة وقادرون على وصفها بعض من يعاني من اضطرابات لفظية يعوض خطابه بحركات عموما ندعم خطابنا بالحركات (سلوك اجتماعي عادي)
البنية المعرفية وخصوصية الأصم سيرورة معالجة الفعل اللغوي في اللغة المنطوقة-المكتوبة سيرورة معالجة الفعل اللغوي في لغة الإشارة واللغة المكتوبة ملاحظات: - إن الاختلاف كامن في مداخل اللغة، أي السجلات الحسية. - يستقبل غير الأصم المثيرات اللغوية من منفذين مختلفين (السمع والبصر) - يستقبلها الأصم من خلال المثيرات البصرية فقط. يشترك الأصم وغير الأصم في باقي مراحل معالجة اللغة وبنياتها. ما هي حججنا على هذا القول؟
المقاربة النورولوجية لمعالجة للغة
الارتباط بين اللفظ والحركات تجربة ”نعم“ بصوت مرتفع و“لا“ بحركة الرأس (مسألة صعبة: يلزم التفكير فيها لتنفيذها) ← تنفيذها متى أصبحت واعية وخاضعة التفكير تجربة: التعبير عن الغضب بحركات مرحة ترابط مراكز إنتاج السلوك الحركي والسلوك اللفظي دماغيا السلوك اللغوي والحركية موضوع تهييء موحد على مستوى الدماغ (McNeil) منطقة تهييء اللغة واحدة بالنسبة للأصم وغير الأصم، قبل إنجازها التواصل بلغة الإشارة أو اللغة المنطوقة ينشط منطقة بروكا Broca ومنطقة فرنكي Wernicke ← التوليد الصامت للغة (Robert-Géraudel، 2004)
المعالجة النورولوجية للغة رؤية فيلم بدون صوت: لا فرق في الإدراك بين الأصم وغير الأصم (تحليل الحركات فقط) إذا اطلعنا على النشاطهم الذهني لا نلاحظ فرقا بين الأصم وغير الأصم تنشط منطقة بروكا Broca ومنطقة فرنكي Wernicke بشكل مماثل لدى مستعمل اللغة المنطوقة ولغة الإشارة أين يكمن الفرق إذن؟ يكمن الفرق بين الصم أنفسهم في درجة الصمم: صمم كلي، صمم جزئي، اكتساب لغة الإشارة منذ الميلاد، تعلمها لاحقا، القراءة الشفاهية... هذه المتغيرات تؤثر على التنظيم العصبي للاقترانات في الجهاز العصبي: ”السياق العصبي“(Robert-Géraudel، 2004) من تعلم لغة الإشارة متأخرا: تنشيط التلفيف الصدغي gyrus temporal الأعلى الأيسر (الجزء الخلفي من الدماغ) من تعلم لغة الإشارة منذ الميلاد: تنشيط التلفيف الزاوي gyrus angulais لنصف الكرة المخي الأيمن أيضا (إضافة إلى المنطقة السابقة الذكر) يقوم نصف الكرة المخي الأيسر بتدبير اللغة / نصف الكرة المخي الأيمن يقوم بتدبير الوظائف المكانية قطب الإدراك يتمركز في الفص الصدغي lobe temporal / قطب الحركة ينتمي للفص الجبهي lobe frontal كيف نبرهن على ذلك؟
تنشيط مناطق خاصة من الدماغ أثناء القيام بعمليات معرفية خاصة (بتصرف عن : Raichle 2007)
التوليد الصامت للكلمات توليد الكلمات: - عندما ننطق كلمات بصوت مرتفع، تنشط منطقة بروكا مع المنطقة السمعية، والمناطق الحركية وقبل الحركية، والمنطقة القاعدية aire basale للغة. - في الصورة أعلاه، يقول شخص بصوت مرتفع كلمات تم توليدها انطلاقا من مؤشرات مسموعة. - نلاحظ تنشيطا قويا أكثر للمنطقة قبل الحركية prémotrice للغة أثناء الإنتاج الداخلي للخطاب - يوجد تدخل أهم للمنطقة الحركية للغة إثناء الإنجاز الفعلي للغة. - تتدخل المنطقة قبل الحركية في الحوار الداخلي (يشترك فيها الناطق مع الأصم) وتتدخل المنطقة الحركية في الإنجاز الفعلي للغة، سواء بتحريك جهاز النطق أو تحويلها إلى إشارات باليد.
ملاحظات حول المعالجة النورولوجية اللغة لا توجد في فراغ حسب تعبير Galloway( 1983)، بل تولد بالفعل في مكان ما من المخ، هناك تُسمع وتُبلور و"تُنطق" حسب تعبير (Robert-Géraudel، 2004). هذه المرحلة الأخيرة يتقاسمها كل من الأصم وغير الأصم، قبل التحقق الفعلي للغة إما نطقا أو إشارة. إذن: أين يكمن الاختلاف بين الأصم وغير الأصم؟
البعد السوسيومعرفي
تعتبر أطروحة بياجي أن اللغة لا تبني الفكر ولكنها تعكس فقط تنظيمه إننا نفكر بالصور وليس باللغة، اللغة أداة للتعبير عن محتوى الفكر حسب تحليل Furth (1972) : إذا كانت اللغة أساسية، فإن التأخر الملاحظ لدى الصم سيشمل جميع قطاعات النشاطات المعرفية الأخرى، ولن يمكن تداركه. إلا أن العديد من الدراسات توضح أن العديد من الاختلافات على المستوى المعرفي مع غير الصم، هي تأخرات يمكن تداركها إذا كانت اللغة أساسية أيضا، من اللازم أن يكون الصم أقل كفاءة من غير الصم مهما كان وسطهم الأصلي. إلا أن الدراسات التي قارنت بين الصم وغير الصم من أوساط متباينة، تشير إلى أن للصم كفاءات مشابهة للأطفال غير الصم في أوساط محرومة، حيث تكون كفاءتهم أقل في المهمات التي تستدعي مبادراتهم الخاصة.
اكتساب لغة الإشارة ونموها Niederberger (2007): ” إن الأطفال الصم يطورون قدرات لغوية في لغة الإشارة بشكل طبيعي ودون اللجوء إلى وسائط" يتعلق الأمر فعليا "بلغة أم" في الحالتين معا، والجدولة الزمنية للنمو متماثلة تقريبا بينهما الأطفال الصم من آباء صم، والذين يستعملون لغة الإشارة، يعتبرون ضمنيا نموذجا مرجعيا لكل دراسة مقارنة الأطفال الصغار الصم الذين يستعملون لغة الإشارة منذ الميلاد (أي من كان أبويه يستعملون لغة الإشارة بشكل دائم) يضبطون عناصر لغتهم الأم حسب توزيع زمني مشابه للأطفال غير الصم إن ضبط لغة الإشارة يساعد على تطوير كفاءات خاصة للأصم (مثل اللغة المكتوبة) مثلما تعمل اللغة المنطوقة على تطوير اللغة المكتوبة لدى غير الأصم إذن الصعوبات المعرفية والتواصلية التي يواجهها الأطفال الصم، لا تعود إلى التأثير المباشر للنسق اللساني، بل إلى الوسط السوسيومعرفي
أهمية التواصل في تطوير الكفاءة اللغوية Schlesinger وMeadow (1972): قيمة التفاعل في مرحلة ماقبل المدرسية الأمهات غير الأصمات لأطفال صم، واللواتي تكون لهن ممارسات تواصلية جيدة مع أبنائهن، يكنّ مرنات أكثر ومبلّغات أكثر وموافقات أكثر على مبادرات أبنائهن طفل الآباء غير الصم المتواجد في شروط اندماج يومي (في مقابل مدرسة داخلية) والمتوفر على بيئة تمنح له "التواصل الكلي" بما في ذلك اللغة الشفوية والإشارة وحركات اليدين، تكون نتائجه الدراسية أفضل إذن صعوبات التواصل لدى الأطفال لا تنتج دائما عن كفاءات الأطفال المعرفية ذاتها، ولكنها تنتج عن فعل تقليص مجال تحاورهم الحيوي يتعلق العامل المهم باكتساب مهارات تواصلية ولا يرتبط بلغة الإشارة في حد ذاتها.
خلاصات عامة إن استعمال حركات اليد سلوك اجتماعي يكتسب منذ الميلاد ينشط نفس المناطق المسؤولة عن معالجة اللغة وتوليدها الصامت في المخ لدى الصم وغير الصم إن صيغة الإنجاز الفعلي للغة هي التي تختلف، أي أسلوب التعبير عن محتوى فكري معين (نطقا أو إشارة) يمكن أن نؤكد على وجود خصوصيات فردية حتى بين غير الصم، وخصوصيات لغوية لدى الصم على مستوى الإنجاز مراعاة الخصوصيات البينفردية والبينثقافية في أي دراسة تروم التعمق في الدراسة العلمية
كل المؤشرات والدلائل تشير إلى أهمية النقطة الأخيرة خلاصات خاصة للأصم وغير الأصم نفس البنية المعرفية للغتهما نفس خصائص الاعتباطية والتجريد يكتسبان اللغة بشكل متماثل وفي نفس الفترة الزمنية أين يكمن مشكل إذن؟ هل في البنية التركيبية للغة الإشارة مقارنة مع اللغة المنطوقة؟ هل في خصوصياتها التعبيرية والإنجازية والتواصلية؟ هل في فقر الوسط السوسيومعرفي للأصم؟ كل المؤشرات والدلائل تشير إلى أهمية النقطة الأخيرة
اقتراحات تمكين الصم من وضع سوسيومعرفي غني تشجيع الأصم على الانفتاح والتواصل بلغة الإشارة منذ الميلاد تدعيم قدراته المعرفية بتطوير اللغة المكتوبة لديه تطوير نظام تعليمي ملائم يراعي الخصوصيات المعرفية والتواصلية للأصم (على مستوى المادة التعليمية ومنهجية التعليم) اعتبار لغة الإشارة لغة رسمية في التعليم والإدارة تطوير البحث العلمي في مجال لغة الإشارة (سيكولوجيا ولسانيا وتربويا) انفتاح مراكز البحث العلمي على لغة الإشارة