الأخطار الكبرى بالجزائر محاضرة بعنوان: الأخطار الكبرى بالجزائر إعداد وتقديم: العقيد بن شعبان السبتي قائد الفوج المتعدد المهام لهندسة القتال ماي 2013

خطة المحاضرة مقدمة 01- تعريف الخطر؛ 02- خريطة الأخطار الكبرى بالجزائر؛ 03- الوقاية من الأخطار الكبرى والكوارث الطبيعية؛ 04- تسيير الكارثة. الخاتمة

مقدمة

إن الخطر هو جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث عاش الإنسان منذ عصور غابرة في مواجهة مباشرة ومستمرة مع الأخطار ،والتي ازدادت حدتها مع التطور الذي يعرفه عالمنا اليوم،وأصبحت كل المجتمعات عرضة لأخطار مختلفة تشغل بال أصحاب القرار. من حين لآخر تنقل لنا وسائل الإعلام عبر العالم صور عن النتائج المأساوية التي تخلفها الكوارث، وخاصة الطبيعية منها والتي تكون عادة نتاج الأخطار التي لم يتم التكفل بها ومعالجتها باتخاذ إجراءات وقائية للتقليل من حدتها، أو من عوامل الضعف المسجلة . ستبقى الأضرار الناجمة عن الأخطار و الكوارث الطبيعية في تزايد مستمر مع ارتفاع النمو الديموغرافي والاقتصادي وتمركز جل سكان العالم في المناطق الحضرية.

على غرار دول العالم ، إن الجزائر التي عرفت نهضة اقتصادية كبيرة وتوسع عمراني شمل كل مناطق الوطن،ليست في مأمن من الأخطار والكوارث المختلفة . لقد عرفت عبر تاريخها المعاصر أحداث مأساوية كانت لها نتائج وخيمة على الممتلكات الخاصة والعامة وخلفت أثارا مؤلمة في وسط السكان . تحتفظ ذاكرة كل الجزائريين لحد الآن بالكوارث التي ضربت بقساوة مدينة الأصنام (1980)،مدينة بومرداس (2003) و باب الواد بالجزائر العاصمة (2001) والتي برهنت عن هشاشة الإجراءات الوقائية المنتهجة وضعف المصالح المختصة وعدم تحضيرها لمواجهة قوة الطبيعة والعمل في ظروف استثنائية . ستبقى الجزائر عرضة لجملة من المخاطر والكوارث إن لم تتخذ السلطات إجراءات وقائية يشارك فيها كل المتدخلين بفعالية دون إهمال دور المواطن.

01- تعريف الخطر

المصدر : ينتج الخطر من ظهور حادث ذات طابع عشوائي تنجم عنه أضرار. الخطر هو تهديد، أو احتمال وقوع حدث مضر يمكن تقويمه وتسييره وجعله مقبول. إن تسيير الخطر يرتكز حول تنبؤ وتوقع حدوثـــه وإصلاحــه والوقايـــة منـــــــه أو جعل نتائجه مقبولة. تصنف الأخطار وفقا لثلاثة معايير: - المصدر – الموجه – المستهدف. المصدر : ينتج الخطر من ظهور حادث ذات طابع عشوائي تنجم عنه أضرار. الموجه (الناقل): يحدد طبيعة الخطر (ميكانيكي، كيميائي، إشعاعي) والوسط الناقل له (وسط حضري، وسط مائي، وسط ترابي). المستهدف: يمكــــن أن يتضــــــرر من الخطــــر السكان وممتلكاتهـــــــم أو المنظومة البيئية.

لقد أعطى الأستاذان’’Christian Lefèvre ’’ و ‘’ Jean-Luc Shneider’’ في كتابهمــا ‘’ les risques naturels majeurs’’ تعريفا للخطر: Il n’y a pas de définition universelle de la notion du risque, le vocable " risque " vient de l’arabe ‘’ rizq ‘’ qui fait référence à tout ce que la providence peut fournir à l’homme de bon ou de mauvais. Un risque est une menace, un danger, une possibilité d’événement dommageable que l’on peut évaluer et gérer. (Christian Lefèvre : Géologue, professeur à l’université des sciences et technologies de Lille/France.) (Jean – Luc Shneider : Géologue, professeur / université de bordeaux 1/France.)

02- خريطة الأخطار الكبرى بالجزائر:

خريطة الأخطار الصناعية غرداية إليزي وهران مرتفع جدا 07 ولايات ورقلة سكيكدة الجزائر الأغواط سطيف باتنة بجاية عنابة المسيلة أم البواقي مرتفع 12 ولاية سيدي بلعباس تلمسان ميلة معسكر البليدة تيبازة المدية تبسة الوادي متوسط 08 ولايات البويرة عين الدفلة بسكرة تيزي وزو برج بوعريريج مستغانم خنشلة أدرار الشلف سعيدة الجلفة ضعيف 11 ولاية قسنطينة جيجل بومرداس سوق أهراس قالمة تيسمسيلت عين تيموشنت غيليزان البيض ضعيف جدا 10ولايات النعامة تيارت تيندوف بشار الطارف تمنراست مواقع مصنفة أخطار كبرى

خريطة الفيضانات غرداية الجلفة عين الدفلى سيدي بلعباس الجزائر المسيلة برج بوعريريج المسيلة كبير جدا 12 ولاية بجاية تيزي وزو بومرداس عنابة سكيكدة جيجل وهران النعامة بشار تيارت تيسمسيلت الشلف إليزي تمنراست غرداية كبير 14 ولاية تيبازة سطيف باتنة سوق أهراس البليدة معسكر عين تيموشنت تلمسان خنشلة المدية الأغواط متوسط 11 ولاية قالمة قسنطينة الوادي تندوف الطارف أدرار ورقلة البيض بسكرة غليزان سعيدة ضعيف جدا 11 ولاية البويرة مستغانم أم البواقي تبسة ميلة

خريطة توزيع المناطق الزلزالية البليدة الجزائر بومرداس شدة كبيرة 07 ولايات الشلف عين الدفلى تيبازة مستغانم قالمة عنابة الطارف ميلة قسنطينة سكيكدة بجاية سطيف جيجل شدة متوسطة 18 ولاية البويرة تيزي وزو برج بوعريريج غليزان تيسمسيلت المدية عين تموشنت وهران معسكر أم البواقي سوق أهراس تبسة بسكرة باتنة خنشلة شدة ضعيفة 15 ولاية الأغواط الجلفة المسيلة سعيدة البيض تيارت النعامة تلمسان سيدي بلعباس ورقلة الوادي إليزي تمنراست شدة مهملة 08 ولايات تندوف بشار غرداية أدرار

خريطة المناطق المعرضة لحرائق الغابات سكيكدة قالمة الطارف بجاية جيجل قسنطينة 770-7420 هكتار 11 ولاية المدية البليدة تيزي وزو باتنة تيسمسيلت تلمسان عنابة تبسة 310-770 هكتار 08 ولايات سيدي بلعباس تيبازة المسيلة سعيدة معسكر ميلة خنشلة سوق أهراس 60-310 هكتار 10ولايات البويرة برج بوعريريج سطيف غليزان الشلف عين الدفلى بومرداس مستغانم وهران عين تيموشنت 10-60هكتار 06 ولايات بسكرة الجلفة تيارت ورقلة الوادي إليزي الأغواط 0-10 هكتار 13 ولاية البيض تمنراست النعامة غرداية بشار أم البواقي تيندوف أدرار الجزائر

خريطة المناطق المهددة بغزو الجراد Skikda Annaba Alger Béjaia El Taref Guelma Mostaganem Souk Ahras Oran Médéa M'sila Tiaret Tébessa Tlemcen Saida Biskra Djalfa Naama El Oued Laghouat El Bayadh مناطق التكاثر Ghardaia Ouargla Bechar اتجاهات هجرة الأسراب البالغة Tindouf Adrar Illizi Tamanrasset

03- الوقاية من الأخطار والكوارث الطبيعية:

الوقاية هي تطبيق لمجموعة من الإجراءات والتقنيات التي تهدف إلى التقليل من حدة الأضرار الناجمة عن الكارثة وعوامل الضعف. إن المقاربة الأولى تتمحور حول البحث العلمي الذي من شأنه تحديد أسباب وأماكن وقوع الكوارث، وينتهي بوضع خرائط الأخطار الكبرى بإستعمال الوسائل التقنية ودراسة معمقة لتاريخ حدوث الكوارث لأن معرفة الماضي هو مفتاح المستقبل. إن الدراسة العلمية ونتائجها تشكل قاعدة تعتمد عليها السلطات في إعلام وتوعية المواطنين وإرساء وترسيخ ثقافة الخطر. تتبع مرحلة البحث العلمي إجراءات تطبيقية تهدف إلى إنجاز أشغال التهيئة، التي من شأنها التقليل من مخاطر الكوارث ووضع قوانين تحدد معايير البناء وأماكن النشاط، وهذا في إطار تهيئة الإقليم،كما يتعين على السلطات المدنية خلال هذه المرحلة، وضع مخططات تنظيم الإسعافات وتحيينها، يشارك فيها كل المتدخلين مع تنفيذ تمارين تطبيقية من حين لآخر، من أجل اختبار مدى نجاعتها وفعاليتها وبصفة عامة ترتكز الإجراءات الوقائية على :

وضع منظومة تشمل: شبكة المراقبة، طرق إعلان حالة الطوارئ وطرق وأساليب إخلاء مناطق الخطر؛ إنجاز منشآت للحماية من الفيضانات؛ تهيأة ضفاف الأنهار التي تمر عبر التجمعات السكانية؛ منع البناء بالقرب من ضفاف الأنهار والشواطئ؛ منع أي نشاط اقتصادي أو البناء على الأراضي التي تكون عرضة للإنزلاقات؛ حماية وتدعيم الأراضي المعرضة للإنزلاقات؛ اعتماد معايير البناء المضاد للزلازل؛ تهيئة الغابات بما يسهل التدخل السريع ومنع انتقال الحرائق من مكان إلى آخر؛ وضع مخططات التدخل والإسعاف (للولاية، الدائرة، البلدية، والمؤسسات الاقتصادية) مع اختبار فعاليتها عن طريق تنفيذ تمارين تطبيقية وتكييفها وفقا لنوع وضخامة الخطر المحتمل؛ التوعية المستمرة للمواطنين عن طريق وسائل الإعلام المختلفة على أن تشمل هذه العملية مختلف المؤسسات التعليمية والتكوينية. ومن هنا نستخلص أن الوقاية من أخطار الكوارث تستدعي تدخل البحث العلمي، السلطات المدنية والسياسية، وسائل الإعلام والمؤسسات التكوينية وكل مكونات المجتمع المدني.

04- تسيير الكارثة:

تسيير الكارثة هي مجموعة الإجراءات التنظيمية والتقنية والوسائل المادية التي تمكن كل هيئة من التحضير لمواجهة الأخطار والأضرار الناجمة عن الكوارث. إن عملية تسيير الكارثة تمر بثلاث مراحل أساسية:الوقاية، التدخل، وإصلاح الوضع.

05-التقليل من حدة الخطر بتهيئة المحيط من أجل إزالة عوامل الضعف . 01-تقويم أو تقدير الخطر وعوامل الضعف 04-وضع مخططات تنظيم الإسعافات مع تحيينها دوريا واختبار مدى فعاليتها الوقاية 02-توعية وتكوين المواطنين وإعلامهم عن الخطر 03-التوقع أو التنبؤ بحدوث الخطر عن طريق شبكة المراقبة المتوفرة

التدخل 01-وضع كل الهيآت المعنية في حالة الطوارىء 04-الإشراف على عمليات البحث والإنقاذ وتقديم المساعدات اللازمة للمتضررين مع ضمان التنسيق اللازم بين كل الهيآت المتدخلة التدخل 01-وضع كل الهيآت المعنية في حالة الطوارىء 03-تطبيق مخطط التدخل وتقديم الإسعافات 02-إخطار المواطنين عن حدوث الكارثة حثهم على إتخاذ لإجراءات الوقائية

إصلاح الوضع 06-تحديد المسؤوليات والمتابعة القضائية 07-التحليل واستخلاص الدروس 05-الشروع في إسكان المتضررين حسب الإمكانيات المتوفرة إصلاح الوضع 01-إزالة آثار الكارثة 04-التعويض عن طريق شركات التأمين 02-تقدير الخسائر مع إجراء الخبرة 03-إعادة البناء ( الإعمار) وتصليح ما تم تدميره

إن تسيير الكارثة يقع على عاتق السلطات المدنية، ويشارك فيه مختلف المؤسسات والهيآت الحكومية وغير الحكومية. وإن استدعت الضرورة تقحم الوحدات المختصة للجيش الوطني الشعبي لسد النقص المسجل وذلك بطلب من السلطات المدنية المخولة قانونيا.

الخاتمة

إن الكوارث الطبيعية بطابعها غير المتوقع هي في تزايد مستمر و تضرب بقساوة، مخلفة خسائر مادية و بشرية معتبرة خاصة في البلدان التي تعرف ارتفاعا كبيرا في عوامل الضعف أو هشاشة في المنظومة الوقائية. لذا لا يمكن التعامل باستخفاف مع قوة الطبيعة بل يجب العمل بجدية والتحضير المستمر للتقليل من حدة الكارثة و ضمان الأمن للمواطنين و تحصينهم من كل الأخطار . إن هذه الأهداف النبيلة لا يمكن لها أن تتحقق إلا إذا اهتم كل المتدخلين و أصحاب القرار بوضع إستراتيجية شاملة تهدف إلى التصدي بفعالية لخطر الكوارث. إذا كان الإنسان حاليا عاجزا عن معرفة وقت و مكان وقوع الكارثة و تحديد شدتها و ضخامتها بدقة، فبوسعه التقليل من آثارها المدمرة و ذلك باعتماد سياسة وقائية يشارك فيها كل الهيئات المختلفة مع ضمان التعاون و تقاسم المعلومات و الخبرات فيما بينها لضمان الفعالية المطلوبة وتقليص آجال التدخل. كما يتعين على كل المسؤولين وضع احتياطات من المواد والوسائل الضرورية تدعى >>احتياط كوارث << تستعمل لسد حاجيات المتضررين في الوقت المناسب.

الملاحق

تاريخ الكوارث الطبيعية والصناعية بالجزائر من : 1960 إلى 2012 التاريخ المكان نوع الكارثة الأضرار 21- 02- 1960 مسيلة زلزال M : 5.6 وفاة 47 فرد وجرح 88 01- 01- 1965 زلزال M : 5.5 وفاة 05 أفراد، تدمير 1300 مسكن 09- 10- 1969 شرق الوطن فيضانات 27 قتيل، 44 جريح، أضرار كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة 02- 10- 1971 تيزي وزو (عزازقة) 40 قتيل 24- 11- 1973 برج بوعريريج (المنصورة) زلزال M : 5.1 04 قتلى و 50 جريح 28- 03- 1974 تيزي وزو 52 قتيل 01- 09- 1980 سطيف ( العلمة ) وفاة 44 فرد وجرح 50 01- 10- 1980 الشلف زلزال M : 7.3 2633 قتيل، 8369 جريح، 348 مفقود، تدمير 70% من المباني 27- 08- 1982 جيجل ( غابة الشقفة ) حريق الغابات 08 قتلى، إتلاف أكثر من 30 هكتار 11- 11- 1982 عنابة 21 قتيل 1983 06 قتلى، 29 جريح، إتلاف 1800 هكتار. 18- 08- 1983 جيجل 11 قتيل، 19 جريح، 629 عائلة منكوبة، إتلاف 27000 هكتار 29- 12- 1984 29 قتيـل، 11000 منكوب 27- 10- 1985 قسنطينة ز لزال M : 5.9 10 قتـلى، أكثر من 300 جريح أوت 1988 ورقلة انفجار مركز لملأ القارورات 10 قتلى، 05 جرحى 29- 10- 1989 تيبازة ( شنوة ) ز لزال M : 6 22 قتيل صيف 1990 12 قتيل، إتلاف 11000 هكتار 1993 08 قتلى، إتلاف 20000 هكتار 20- 10- 1993 غليزان ( واد رهيو ) 23 قتيل، 20جريح صيف 1994 بجاية 12 قتيل، إتلاف 12000 هكتار 1994 11 قتيل، 43 جريح إتلاف 14000 هكتار 08- 08- 1994 معسكر ز لزال M : 5.7 171 قتيل، 290 جريح 23- 09- 1994 برج بوعريريج 16 قتيل 20- 10- 1995 الأغواط 03- 03- 1998 سكيكدة إنفجار أنبوب نقل الغاز 07 قتلى، 44 جريح، تدمير 10مباني وتضرر 50مسكن 22- 12- 1999 عين تموشنت ز لزال M : 5.8 28 قتيل 10- 11- 2001 الجزائر(باب الواد) أكثر من 900 قتيل ومفقود 21- 05- 2003 بومرداس ز لزال M : 6.8 2278 قتيل، 11000 جريح، 18000 بدون مأوى، تدمير 6715 مسكن 01- 10- 2008 غرداية 43 قتيل، 04 مفقودين، 86 جريح 08- 10- 2008 بشار 13قتيل،تدمير عدد من المباني، تضرر بعض المنشآت الفنية (الجسور) 01- 10- 2011 البيض 11 قتيل

مخطط تنظيم الإسعافات طبيعة الكارثة البحث والإنقاذ والإسعاف الأمن والنظام العام الإخلاء الطبي والعلاج الخبرة الصحية العتاد والتجهيزات الاتصالات والمواصلات الإعلام الإيواء المؤقت التموين بالأغذية النقل التزويد بالمياه الصالحة للشرب إنتاج الطاقة الكهربائية وتوزيعها الأشغال العمومية تقدير الحصيلة الـزلازل الفيضـانات الحرائق والانفجار العـواصف الجفـاف حرائق الغابات التلـوث الكوارث البحرية والجـوية غـزو الجراد الأخطار الإشعاعية كوارث الطرق والسكك الحديدية

شكرا على حسن الإصغاء