البطاقة التعريفية للمقياس السنة : الأولى جذع مشترك علوم إنسانية الطور : الأولى علوم إنسانية / المجموعة 1 السداسي : الأول / للسنة الدراسية م عنوان المقياس : تاريخ الحضارات القديمة اسم الأستاذ : زموشي محمد الصالح انور أهداف المقياس :- تعرف الطالب على أهم الحضارات القديمة منذ فجر التاريخ حتى قبيل ظهورا لإسلام – التعرف على أهم خصائص وإنجازات كل حضارة في جميع المجالات الحياتية ، ومدى مساهمة كل حضارة في بناء وتطور العالم القديم – تتبع مسار تطور فكر الإنسان في العصر القديم ومدى استغلاله للوسط الذي كان يعيش فيه – استنتاج الطالب لمدى تعايش أو تصادم الحضارات القديمة ، وكيف كانت انجازاتها قاعدة لبناء الحضارات التي جاءت في العصور الوسطى والحديثة وحتى المعاصرة - تتبع مسار بناء الحضارات على أنقاض بعضها البعض واستنتاج مدى وجوب التعاون في جميع المجالات لبناء العالم وتطوره الحضاري.
الحضارة والثقافة : يهتم علم التاريخ بتتبع مسار تطور الفكر الإنساني وانعكاسه على بيئته كما يهتم بدراسة نتائج استغلال الإنسان لوسطه وطرق تعامله مع بني جلدته في عصر من العصور. ويعتبر العصر القديم أول عصر تاريخي يمتد من عصر التدوين أو ظهور الكتابة سنة 3200قبل الميلاد حتى سقوط الإمبراطورية الرومانية سنة 476م، أو إلى فترة قبيل ظهور الإسلام، ويعتبر هذا العصر بداية ظهور الحضارات وخروج الإنسان من الكهف إلى بناء المجمعات السكنية والمدن الكبرى ،والإبداع والابتكار في جميع المجالات.وقد تعددت مفاهيم الحضارة وتداخلت مع جملة من المفاهيم الأخرى كالثقافة والمدنية وغيرها ، فما المقصود بالحضارة وما مفهوم الثقافة والمدنية وما هي أسس وشروط الحضارة ، وفيما تكمن العلاقة بين الحضارة والثقافة ؟.
- تُعرف الحضارة لغة حسب ابن منظور في كتابه لسان العرب أنها مشتقة من الحضر والحاضرة بمعنى الإقامة في الحواضر عكس البداوة. أما اصطلاحا فيعرفها ويل ديورانت على أنها نظام اجتماعي يُعين الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي ، وإنما تتألف الحضارة من عناصر أربعة الموارد الاقتصادية ، والنظم السياسية ، والتقاليد الخلقية ، ومتابعة العلوم والفنون ، وهي تبدأ حيث ينتهي الاضطراب، والقلق لأنه إذا ما أمن الناس من الخوف تحررت في نفسه دوافع التطلع وعوامل الإبداع والإنشاء ، وبعدئذ لا تنفك الحوافز الطبيعية تستنهضه للمضي في طريقه إلى فهم الحياة. ويعرفها آخرون على أن الحضارة هي الإنتاج العقلي للإنسان سواء كان هذا الإنتاج ماديا أو أدبيا فجميع ما يمارسه الإنسان من نشاط ماديا أو أدبيا فهو حضارة ، فالحضارة صفة لازمة للإنسان وهي نتيجة حتمية لوصول عقله لقدر معين من القوة ، وهي صفة حتمية من صفاة الإنسان على مثال العقل والنطق فبمجرد أن وجد للإنسان عقل ونطق وجدت له حضارة.
أسس وشروط الحضارة يجملها ويل دويونت في العوامل الجيولوجية والجغرافية من تربة واعتدال للمناخ وتوفر للمياه والموقع الاستراتيجي الذي يعمل على حركة التجارة ، وكذا العوامل الاقتصادية من تطور للعمل و الزراعة وآلات ونمط العمران والبناء التي تهيئ سبيل ازدهار الحضارات. في حين يرى البعض أن أسس وشروط الحضارة ثلاثة وهي على التوالي : أولها الشروط الطبيعية من أراضي واسعة تصلح للزراعة والرعي ولإطعام جماعة كبيرة من السكان ، ومياه للشرب والري ، ومناخ صالح ملائم ويضاف إليها عامل مساعد أخر وهو توفر الثروات الباطنية، وثانيها توفر الجماعة السكانية الكبيرة في وجودها التاريخي عبر الزمن ، وثالثها توفر شروط وأدوات تراكم الخبرة والإبداعات الثقافية والحضارية عن طريق تعميمها ثم نقلها من جيل إلى جيل عبر الوجود التاريخي المتواصل للشعب أو الأمة.
مفهوم الثقافة والمدنية : تعددت مفاهيم الثقافة وتنوعت مجالاتها ومن بين مفاهيمها نذكر : - يعرفها الانجليزي ماثيو أرلوند أنها محاولتنا للوصول إلى الكمال الشامل عن طريق العلم بأحسن ما في الفكر الإنساني مما يؤدي إلى رقي البشرية ، كما أنها ثمرة التفاعل بين الإنسان وبيئته. - ويرى مالك بن نبي أن الثقافة لها عدة معاني حسب الجوانب المستخدمة فيها، فمن الناحية التاريخية يقول ” لا يمكن أن نتصور تاريخا بلا ثقافة ، والشعب الذي يفقد ثقافته يفقد حتما تاريخه كما أنها تلك الكتلة المتضمنة عادات متجانسة ،وعبقريات متقاربة وتقاليد متكاملة ،وأذواق متناسبة وعواطف متشابهة ، أو هي كل ما يعطى للحضارة سمتها الخاصة ويحدد قطبيها العقلي والروحي، كما أنها المحيط الذي يعكس حضارة معينة والذي يتحرك في نطاقه الإنسان المتحضر. ويُعرف البعض الثقافة على أنها مجموعة من الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي يتلقاها الفرد منذ ولادته كرأسمال أولى في الوسط الذي ولد فيه، والثقافة على هذا هي المحيط الذي يشكل فيه الفرد طباعه وشخصه. أما المدنية فتعرف في معاجم اللغة العربية على أنها الجانب المادي من الحضارة كالعمران ووسائل الاتصال ، ووسائل الترفيه وغيرها.فهي شطر من رقي الحضارة وتطورها.
العلاقة بين الحضارة الثقافة: هناك من يطابق بين لفظي الثقافة والحضارة فيجعل لهما تعريفا يجمعهما ، فعالم الاجتماع تايلور الذي وحد المصطلحين ، يرى أن الثقافة أو الحضارة هي تلك الكتلة التي تشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والعادات وكل القدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان من وسطه الذي يعيش فيه وتعينه على بناء حياة أفضل. وهناك من يفصل بين مفهومي اللفظين حسب المجال الذي تستعمل فيه أو يراد بها ذلك ، فلفظ الثقافة يطلق للدلالة على النواحي العلمية والأدبية والفنية وطريقة التفكير ونمط الحياة. أما الحضارة فيقصد بها كل ما ينشأ عن تفاعل الإنسان والبيئة التي يعيش فيها ، أي كل ما يتعلق بحياة الشعوب من نظم اقتصادية اجتماعية سياسية وفكرية وفنية وهي بهذا تشمل جميع نواحي البشرية وتطورها تمثل الثقافة جزء من الكل ، فإذا كانت الحضارة تعني مرحلة من مراحل التطور الاجتماعي أو هي مظهر من مظاهر الإنتاج البشري غالبا ما يحددها سلوك الإنسان وطرق معيشته وتفاعله مع البيئة ، فإن الثقافة تدل على التطور العقلي عن طريق التدريب والتعليم ، وان لفظ الحضارة أقرب إلى المدنية منها إلى الثقافة لأن التطور يبدأ من البداوة إلى الحضارة فالمدنية ولكل مرحلة من هذه المراحل ثقافة
- نتائج الحضارة _التطور والنماء في جميع المجالات وتوفير احتياجات الإنسان _ تشجيع العمل والإبداع وتطور فكر الإنسان _توسيع دائرة العمل والتعاون والتبادل بين شعوب العالم في جميع المجالات امتلاك القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية وخلق المنافسة في العمل والتطور _ رفاهية الشعوب ونماء القوة العسكرية يصاحبه نمو الروح التوسعية لكسب مناطق النفوذ لجلب المصادر اللازمة لبناء الحضارة المحلية مما يؤدى إلى فرض قانون القوة والنزاعات بين الشعوب. تعاقب الحضارات الإنسانية و بناء الحضارات القائمة على الحضارات التي انهارت وفقدت القوة تشابه الحضارات في سيرورة التطور من حيث المنشأ الفتى ثم التطور فالقوة والرفاهية ثم الانهيار أهم حضارات العالم القديم ” أو العصر القديم ” -حضارات الشرق الأدنى القديم ” الرافدية ،المصرية – الفينيقية – الفارسية العربية بشقيها الشمالي والجنوبي....” الحضارات الغربية ” اليونانية والرومانية الغربية والشرقية ” _ حضارات شمال إفريقيا ، وحضارات الشرق الأقصى والحضارات الأمريكية... -
قائمة لبعض المصادر والمراجع -ويل وايرل ديورنت ،قصة الحضارة ،ج1 من المجلد 1، تر: زكي نجيب محمود ،دار الجيل ، بيروت1988. ابن منظور ، لسان العرب ، المجلد 4، ط1, دار صادر ، بيروت د ت. رالف لينتون شجرة الحضارة بن خلدون ، كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر ، المجلد1،.دار الكتاب اللبناني ، بيروت دنيس كوش، مفهوم الثقافة في العلوم الاجتماعية، تر:منير السعيداني ، ط1، بيروت2007 مالك بن نبي ، مشكلات الحضارة" مشكلة الثقافة " : تر: عبد الصبور شاهين ، دار الفكر، دمشق Edward B.Tylor, primitive culture Researches into the Development of Mythology Philosophy, religion Language Art and Custom, vol2, London1920. Guy rocher, culture- civilisation et idéologie, université Montréal 1995.
محاضرة 2: حضارات بلاد الرافدين رقم 1 عنوان المحاضرة 2: حضارات بلاد الرافدين الحضارة السومرية *مظاهرها وانجازاتها *الحضارة الأكادية *مظاهرها وانجازاتها.
*تعتبر منطقة الشرق الأدنى المركز الأول الذي انطلقت منه شرارة بناء الحضارات في العصر القديم منذ بزوغ فجر التاريخ ، ويقصد بالشرق الأدنى المنطقة التي تضم كل من مصر وبلاد الشام وبلاد العرب والعراق ، والأناضول وتمتد حتى حضارات الشرق الأقصى خاصة الهند والصين، في حين يستثنى البعض حضارات الشرق الأقصى ويجعلها منفصلة عن حضارات الشرق الأدنى ومن الحضارات التي نشأت في الشرق الأدنى هي حضارة بلاد الرافدين. يعتبرها الباحثون أقدم حضارة إنسانية تعود إلى ما يربوا عن 6000 أو 5000 سنة قبل الميلاد ، تعددت حضاراتها وانجازاتها واختلفت تسمياتها وسلالات الأقوام التي استوطنتها ، فقد عرفت ببلاد الرافدين والعراق القديم وبلاد النهرين وأطلق عليها الإغريق والرومان Mésopotamiaتسمية. ميزوبوتاميا * تقع بلاد الرافدين في الجزء الغربي من قارة آسيا ويربط القارات الثلاث ،ويشمل العراق القديم المنطقة الممتدة من أرمينيا في الشمال حيث ينبع نهرا دجلة والفرات ، حتى الخليج العربي في الجنوب ، ومن الفرات غربا حتى وراء دجلة شرقا ، وعلى ذلك فيعني بالعراق القديم أرض النهرين حتى المناطق الجبلية المتاخمة في الشمال والشرق ، ولا يقتصر على الحدود السياسية للعراق الحالية ، التي اقتطعت بعض أجزاء هذه المنطقة لتدخل في نطاق الحدود السياسية لدول أخرى كسوريا وتركيا وإيران. وللمزيد من التوضيح حول موقع بلاد الرافدين واهم الحضارات التي نشأت بها أنظر الخريطة رقم 1.
الخريطة رقم 1: خريطة لبلاد الرافدين وأهم حضاراتها / المصدر : أطلس تاريخ الأنبياء والرسل.
لقد أقيمت على ارض الرافدين عدة حضارات لذلك سميت ارض الحضارات وليس حضارة واحدة ومن بين هذه الحضارات نذكر : 1/ الحضارة السومرية التي يعتقد أنها امتدت من 4500قبل الميلاد حتى 2350قبل الميلاد، أقيمت في جنوب العراق تقل المصادر التاريخية والأثرية عن ذكر تفاصيل عن أصل سكانها وجوانب حضارتها،فهناك من رجح أنهم أقوام أجنبية من مناطق القوقاز أو أرمينيا ، أو من واد السند ، وهناك من رجح أنهم من جنوب الهند ، ولا زالت الدراسات لم تثبت وطنهم الأصلي الذي انحدروا منه إلى العراق لحد الساعة. ومن بين مظاهر وانجازات الحضارة السومرية نذكر : *في الجانب السياسي كان نظام الحكم ملكي وراثي ، في إطار تسيير نظام دولة المدينة، ومن أهم المدن السومرية مدينة أريدو“ أبو شهرين ،مدينة أولا ” المقير حديثا“ أوروك ولكش وغيرها ، وقد توالى على حكم المدن سلالات أو أسر من ملوكها نذكر ” فمن سلالة كيش قلومم، وإتان والملكة كوبابا،...، ومن مدينة الوركاء : دموزي ، جلجامش ومن ملوك أور ” ايلولو-أناناتم.... أما من ناحية الديانة والمعتقد : فقد قدسوا الظواهر الطبيعية وألهوا بعض الحيوانات التي تتصف بالقوة والخصوبة Anu ومن أهم الآلهة الكبرى التي عبدوها إله السماء ” آنو والذي اعتبره السومريون أبا للآلهة الأخرى واله الرياح والهواء والإلهة انكي ،Enlil يليه الإله انليل إلهة الأرض والحكمة.
وقد عمل السومريون على تشييد المعابد لآلهتهم ، وتقديم القرابين تقربا لها ، كما أعتبر السومريون ملوكهم آلهة أو أبناء للآلهة وجب تقديسهم،كما آمنوا بالحياة الثانية من خلال دفن الموتى والعثور على عدد كبير من المقابر في المدن السومرية ، التي عثر فيها على ما يعرف بالأثاث الجنائزي من أثاث وممتلكات الميت كزاد في رحلته إلى الحياة الثانية. *أما اقتصاديا فقد اعتبرت أراضي سومر والعراق قديما منطقة الفيضانات لا سيما فيضان النهرين ، لذلك عملوا على بناء السدود ، واستغلالها للزراعة حيث استخدموا المحراث الذي اكتشفوه سنة 3500قبل الميلاد ومن مزروعاتهم أنواع الحبوب والخضر والفواكه كما استخدموا المنجل اليدوي في جني مزروعاتهم ، كما عملوا على تربية مختلف الحيوانات كالبقر والماشية والماعز ، أما في الحرف والصناعات فقد امتهنوا صناعة الفخار والأسلحة والمعادن والنسيج وغيرها. و من الناحية العسكرية امتلك السومريون جيشا لحماية الأمن الداخلي وصد الهجمات الخارجية في إطار التوسعات وبناء الإمبراطوريات، وسلاحهم في الحروب العربة الحربية والرماح والدروع والنبال والعصي... أما تجاريا فقد كانت لهم علاقات تجارية مع بلاد مصر والهند وغيرها من الدول المجاورة لها آنذاك. *أما في المجال الثقافي فقد اعتبر المؤرخون أن السومريون أول من اكتشف الكتابة السومرية ودونوا بها أساطير وملاحم آلهتهم وملوكهم كملحمة جلجامش المشهورة تاريخيا ، وقد سميت بالكتابة المسمارية وكانت تدق وتكتب حروفها على رقم الطين بآلات حادة كالمسمار ، كما اهتموا بمختلف العلوم والفنون كالطب والفلك كما اهتموا بفن العمران وبناء القصور لملوكهم والمعابد لآلهتهم ، إضافة إلى الرسم ونحت التماثيل والزخرفة وغيرها... اعتبرت الحضارة السومرية أول حضارة في بلاد النهرين كانت لها انجازات حضارية راقية، انهارت على يد غزو العيلاميين.
.2/ الحضارة الأكادية : 2370قبل الميلاد -2230قبل الميلاد قامت الحضارة الأكادية على أنقاض الحضارة السومرية ، سميت بهذا الاسم نسبة للعاصمة أكد التي بناها سرجون الأول ، والأكاديون موجة سامية من شبه الجزيرة العربية استقرت بجنوب ووسط العراق القديم خريطة الدولة الأكادية في أقصى اتساعها / أطلس التاريخ القديم
من مظاهرها وانجازاتها الحضارية نذكر : *في الجانب السياسي نظام ملكي وراثي ، كما اتبعت نظام دولة المدين ” أي لكل مدينة تسيير خاص بها حاكمه وألهها ، كما كانت العاصمة السياسية والاقتصادية هي أكد من حكامها المؤسس سرجون الأول الذي اهتم بالبناء الداخلي والتوسع خارجيا لبناء الإمبراطورية ، خلفه ابنه الملك ” ريموش ” 2315قبل الميلاد -2307قبل الميلاد ، الملك نرام سين الذي حكم في الفترة ما بين ” 2291قبل الميلاد-2235قبل الميلاد. *أما في الجانب الديني عبد الأكاديون الآلهة التي عبدت في سومر ، حيث قدسوا مظاهر الطبيعة والحيوانات وعبدوا الآلهة الثلاث الكبرى التي عبدت في سومر ، كما عبدوا آلهة جلبوها معهم من موطنهم شبه الجزيرة العربية حيث عبدوا الآلهة الفلكية كاله القمر واله الشمس والنجم ، والتي عملوا على تجسيدها في تماثيل مجنحة إنسية أو حيوانية.كما أقاموا الأعياد الدينية لآلهتهم وقربوا القرابين والنذور لها وبنوا المعابد الكبرى كمعبد اله النجم عشتار في أكد ، وعموما فإن المعبودات تشابهت في مختلف الحضارات التي أسست على أرض بلاد الرافدين. كما آمنوا بالحياة الثانية من خلال طقوس الدفن والأثاث الجنائزي الذي عثر عليه بالقبور. أما في الجوانب الحياتية الأخرى فقد اهتموا ببناء جيش قوى يعمل على التوسع الخارجي ومد أطراف الإمبراطورية الأكادية ، وحماية حدودها وتأمين أنها الداخلي وتجارتها ، كما استخدموا الكتابة المسمارية وطوروها وأوجدوا ما عرف بالكتابة الأكادية التي حفظت في جملة من النقوش في آثارها ، كما اهتموا ببناء الاقتصاد من ناحية الزراعة ومختلف الصناعات وإقامة علاقات تجارية مع مصر وبلاد سورية وبني عيلام وبلاد الأناضول. لقد استطاعت الحضارة الأكادية بناء إمبراطورية عمرت لأكثر من قرنين من الزمن ، وسقطت بأيدي قبائل جبلية نزحت من جبال زاغروس يطلق عليهم الجوتييون، استولت على أراضيها وعلى ميراث حضارتها ، بعد ذلك حاولت الأسر السومرية استرجاع مجدها وسيادتها الحضارية لكنها لم تصمد أمام زحف العيلاميين من جهة والجوتيين من جهة وبقيت كذلك حتى عهد قيام الدولة البابلية الأولى.
بعض أثار الحضارتين السومرية والأكادية : فخار سومري تماثيل سومرية تمثال نصفي للملك سرجون الاول جدارية منحوت عليها الملك الأكادي نرام سين
المحاضرة الثالثة : حضارات بلاد الرافدين “ رقم 2 تابع ” حضارة بابل الأولى مظاهرها وانجازاتها الحضارية * الحضارة الكلدانية مظاهرها وانجازاتها الحضارية * الحضارة الآشورية مظاهرها وانجازاتها الحضارية
حضارة بابل الأولى1894قبل الميلاد-1595قبل الميلاد. النشأة والتأسيس : تقع بابل القديمة على بعد 90كلم جنوب بغداد ، أسست بابل على يد موجة سامية عرفت بالآموريين، وسط العراق القديم ،وقد تأسست على يد الملك ” سمو-أبوم ، وتسمية بابل اشتقت من“ باب أليم ”التي تعنى باب الآلهة. خريطة لبابل الأولى وتوسعات حمورابي / الموسوعة الحرة
المظاهر والإنجازات الحضارية لحضارة بابل الأولى : * ففي الجانب السياسي اعتمد البابليون نظام دولة المدينة، في إطار تسيير حكم ملكي وراثي ، حيث أول حاكم لها هو سمو –أبوم الذي حكم 15 سنة ، ثم تلاه ابنه سمولا إيلو لمدة 35 سنة – ثم سبوم لمدة 13 سنة ، وسن مبلط ، لكن أشهر حاكم بابلي هو الملك السادس حمورابي الذي يرجح انه حكم ما بين قبل الميلاد ، أو قبل الميلاد. هذا الملك الذي استطاع توحيد المدن الرافدية والقضاء على الفتن والثورات الداخلية ،وقد حكم طويلا يعتبر عصره من أزهى العصور وقد حكم زهاء 43 سنة. كماكان الملوك البابليون يشركون أبناؤهم الحكم معهم للتدرب على أمور التسيير والإدارة. *أما اقتصاديا فقد امتهنوا الزراعة واستغلال التربة الفيضية ، وقد سن الملك حمورابي إجبارية خدمة الأرض وكانت مزروعاتهم الحنطة والشعير ومختلف الخضر والفواكه والبقوليات ، كما اعتمدوا تربية الحيوانات من أبقار وماعز وماشية، كما يعتبر البابليون من الأوائل من استخدموا الموازين ، كما برعوا في صناعة الفخار والمعادن كالبرونز والنحاس والحديد وكذا صناعة الحلي والتماثيل و صناعة الأسلحة ،أما تجاريا فقد كانت التجارة نشطة داخليا بين أقاليم بلاد ما بين النهرين ، وخارجيا لاستيراد المواد النادرة الوجود في أراضيهم ، وكذا تصدير منتجاتهم ، وقد كان التعامل التجاري خارجيا مع كل من شبه جزيرة العرب ومصر وبلاد الشام وآسيا الصغرى وإيران وغيرها من دول العالم القديم.
*أما الجانب العقائدي:الهوا الآلهة السومرية والاكدية لا سيما الثالوث الفلكي : الشمس :“ شمش“ القمر ” سين، والنجم ” عشتار أما الإله الأكبر لبابل هو ” مردوخ“ وكغيرهم من شعوب بلاد الرافدين تفننوا في تشييد المعابد لآلهتهم كمعبد الإلهة عشتار ومعبد الإله مردوخ.. وتقديم القرابين والنذور لها ، كما آمنوا بحياة ما بعد الموت ووجود حياة ثانية أبدية. *كما اهتموا ببناء الجيش وتنظيمه لتوسيع الإمبراطورية التي عرفت أوج تطورها في عهد الملك السادس حمورابي واستخدموا الأسلحة الثقيلة والخفيفة كالعربة التي تجرها الخيول أو الثيران والرماح والمنجنيق وغيرها. *أما من الناحية الاجتماعية والثقافية : فقد كان المجتمع البابلي طبقيا تسوده نوع من العدالة الاجتماعية ، التي سنها الملك حمورابي ضمن قوانينه ، وكان المجتمع يتكون مكن ثلاثة طبقات أساسية وهي طبقة الأحرار والتي تضم الملك وحاشيته والكهنة وقادة الجيش ، تليها الطبقة المتوسطة التي تمثل طبقة المزارعين والصناع وأهل الحرف ، والطبقة الثالثة هي طبقة العبيد. كما كان للمرأة في دولة بابل الأولى مكانة مرموقة.أما ثقافيا فقد استخدموا اللغة الأكادية السامية وطوروها ، كما اتسعت دائرة التدوين وكتابة الآداب والملاحم والأساطير وتشريع القوانين أشهرها قوانين حمورابي والتي تضم 282مادة تنظم جميع شؤون الحياة. *دامت حضارة بابل الأولى لأكثر من قرنين، ثم انتشرت فيها الفوضى والانقسامات مما أدى بتكالب الأطماع الأجنبية لإنهاء قوتها ، فسقطت بيد الحيثيين ، ثم ظهرت بعدها الحضارة الآشورية فحضارة بابل الحديثة.
2/ حضارة بابل الحديثة أو الدولة الكلدانية الكلدانيون فرع من الآراميين الساميين النازحين من شبه الجزيرة العربية ، باتجاه العراق وسوريا، تأسست على يد الملك نبو بلاصر قبل الميلاد، حيث عمل على توحيد الدويلات العراقية القديمة وإعادة المجد البابلي بعد نهاية العهد الآشوري،عرفت أوج قوتها وتوسعها في عهد الملك نبوخذنصر الثاني ” قبل الميلاد. جلال رضوان ، أسباب سقوط الدولة الكلدانية ، موسوعة ورقات العربية
مظاهر وانجازات الحضارة الكلدانيـــــــــــــة : الحضارة الكلدانية وريثة حضارة بابل الأولى فسياسيا وادريا اعتمدت نظام دولة المدينة ، بنظام ملكي وراثي أشهرهم نبوخذ نصر الثاني وآخرهم نابوتائيد " نابونيد" " قبل الميلاد وفي عصر استطاع الفرس.الأخمنيون الإطاحة بالحكم الكلداني وكذا الحكم المحلي لبلاد النهرين.أما عقائديا فأله الكلدانيون الآلهة البابلية لا سيما الآلهة الفكية أو الثالوث الفلكي ” سين_ شمس _عشتار“، كما اهتموا ببناء القطاع الاقتصادي وبناء علاقات تجارية مع دول الجوار لا سيما فينيقيا ومصر والفرس والميديين والأناضول..، كما اهتموا بالعمران والبناء كبوابة عشتار ، وكذا الحدائق المعلقة التي بناها نبوخذنصر الثاني لزوجته، كما اهتموا ببناء الجيش وتنظيمه لرد الهجمات الخارجية لا سيما في خوضها حروبا ضد الآشوريين والفرس، من أشهر أعماله الحربية غزو فينيقيا وسبي اليهود إلى العراق في السبي البابلي الأول597قبل الميلاد والثاني سنة 587قبل الميلاد، كما استخدموا اللغة البابلية وتأثروا باللغة الآرامية كما برعوا في كتابة الأساطير والملاحم ومختلف العلوم. سقطت الدولة الكلدانية على يد الفرس الأخمينيين سنة 539قبل الميلاد لتكون آخر مملكة في بلاد ما بين النهرين حدائق بابل المعلقة بوابة عشتارصورة لنبوخذنصر الثاني في آثار بابل
الإمبراطورية الكلدانية في أقصى توسعاتها
الحضارة الآشورية 1312قبل الميلاد-612قبل الميلاد. سميت بآشور نسبة إلى العاصمة آشور وكذا الإله الأكبر للمدينة آشور ، وذكر الآشوريون في المصادر المسمارية باسم ” مات آشور ” ، وفي المصادر الآرامية باسم ” آثور ، أقام الآشوريون حضارتهم في شمال بلاد الرافدين تتميز أراضيهم بالطابع الجبلي ، والآشوريون من الأقوام السامية التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد الرافدين. خريطة الإمبراطورية الآشورية / أطلس الكتاب المقدس
مظاهر وانجازات الحضارة الآشورية : *في الجانب السياسي: كان النظام ملكي وراثي في إطار نظام دولة المدينة،وقد مر النظام السياسي الآشوري بثلاثة مراحل أساسية هي : العصر الآشوري القديم قبل الميلاد ، والعصر الآشوري الوسيط 1500قبل الميلاد حتى 911قبل الميلاد ، والعصر الآشوري الحديث قبل الميلاد ، اتخذت عاصمة كالح ، ثم نينوى. ومن أهم الملوك الآشوريين ” شمشي أدد الأول ” قبل الميلاد ، والملك تجلات بلاصر الأول قبل الميلاد، وآشور بانيبال ” قبل الميلاد وكان الملك يجمع بين السلطتين الدينية والمدنية. *أما عسكريا فقد فاق الآشوريين كل الأقوام في لبلاد الرافدين من حيث القوة العسكرية ، والنزعة التوسعية، حيث اهتموا ببناء الجيش وتطوير الأسلحة الخفيفة والثقيلة، حيث استخدموا العربات الحربية والسهام والرماح والمنجنيق وغيرها. *أما من الناحية العقائدية فقد ألهوا الثالوث الفلكي القمر – الشمس – النجم ، إلا أنهم قدسوا إلههم الأكبر ” آشور ، شيدوا لها المعابد والزقورات ، وأقاموا لها الأعياد والصلاة وقدموا لها القرابين كما أمنوا بحياة ما بعد الموت. كما اهتموا ببناء قطاعات الاقتصاد من زراعة تعتمد على الري والاهتمام بالزراعة الشجرية التي تتلاءم مع طبيعة تضاريسهم ، وامتهنوا مختلف الصنائع والحرف كصناعة الفخار والتماثيل والصناعة التعدينية والنسيجية وصناعة الأسلحة ، كما جلبوا مختلف المنتجات الزراعية والمصنوعات من المستعمرات ، كما أقامت علاقات تجارية مع فينيقيا ومصر بلاد أسيا الصغرى،. *أما اجتماعيا فقد كان المجتمع طبقيا تترأس سلم هرمه الاجتماعي الملك والكهنة والجند ثم تأتي طبقة أصحاب الحرف والمزارعين ثم العبيد ، أما في مجال الثقافة فقد استخدموا الكتابة المسمارية واللغة الآرامية التي كانت لغة الإدارة والمعاملات التجارية. سقطت آشور بعدما ضعفت وتراجعت قوتها بيد الميديين الذين تحالفوا مع الكلدانيين وانتهت حضارتها بسقوط العاصمة نينوى سنة 612قبل الميلاد.
الخلاصة : *أرض بلاد النهرين ارض حضارية تعددت حضارتها وتعاقبت فيما بينها. *أسس الحضارة الرافدين نهري دجلة والفرات وطبيعة النظم السياسية ، واستخدام القوة في بناء الدول وتوسيع الإمبراطوريات. *اعتبرت ارض بلاد الرافدين ارض الحضارات فقد أقيمت عليها الحضارة السومرية فالأكادية، وحضارة بابل الأولى ثم الحضارة الآشورية فحضارة بابل الحديثة ( الكلدانبة )التي كانت آخر حضارية رافديه في العصر القديم. *اعتماد نظام دولة المدينة القائم على استقلالية كل مدينة عن الأخرى ، فلكل مدينة حاكمها واله خاص وتنظيم خاص بها. *انجازات حضارات بلاد الرافدين تنم عن مدى تطور فكر الإنسان في بلاد نهري دجلة والفرات ومدى استغلاه لوسطه، فكانت انجازاته تتجاوز العصر الذي سايره الإنسان الرافدي وعاش فيه فقد أبدع في هندسة بناء المعابد والقصور ،والحدائق المعلقة التي اعتبرت إحدى عجائب كما الدنيا السبع ،كما أبدع في تقنية الري، وطرق الكتابة التي اعتبرت من أقدم الكتابة في التاريخ والتي كانت نقطة بداية التدوين وفجر بناء الحضارات. *تشابه المراحل الدينية والمعبودات في بلاد الرافدين من طبيعية وفلكية وتقديس للملوك ، وكذا قدسية الآلهة يتمثل في تقديم القرابين والنذور، ودخول المعتقد الديني في جميع مجالات حياة الإنسان الرافدي القديم.
قائمة لبعض مراجع ومصادر المحاضرتين ”2-3. *ل. دلابورت ، بلاد ما بين النهرين " الحضارتان البابلية والآشورية ، تر: محرم كمال ، ط2، الهيئة المصرية العامة للكتاب1998. *عبد الوهاب حميد رشيد ، حضارة وادي الرافدين ، ط1، سورية *سليمان توفيق ، دراسات في حضارات غرب آسيا، دمشق أحمد أمين سليم ، دراسات في تاريخ الشرق الأدنى (مصر – العراق – إيران)، دار النهضة العربية ، بيروت 1989 *حسين فهد حماد ، موسوعة الآثار التاريخية ، دار أسامة للنشر والتوزيع، الأردن Dhorme Edouard, les religion de Babylonie et D’Assyrie, paris 1949.* Samuel Noah Kramer, History Begins at sumer, University of Pennsylvania 1981.* Barbara A. Somervill, Empires of Ancient Mesopotamia, New York2010.* A.M. Lord, Mesopotamian Archaeology, London 1912*
المحاضرة الرابعة : الحضارة المصرية 3000قبل الميلاد-332قبل الميلاد تعتبر الحضارة المصرية من أرقى حضارات العالم القديم ، فقد ظهرت في الشمال الشرقي للقارة الإفريقية ويبدأ تاريخها الحضاري منذ 3000سنة قبل الميلاد بعد توحيد الملك مينا للمصريتين مصر العليا ومصر السفلى “أو الوجه البحري والوجه القبلي وللمزيد من التوضيح أنظر خريطة مصر المرفقة ” ويعتبر بذلك أول فرعون مصرى، ومن أسس الحضارة المصرية هو نهر النيل حتى سميت هبة مصر النيل لما له من دور كبير في قيام الحضارة المصرية ، وكذلك موقعها الاستراتجي الوسط الذي يعتبر همزة وصل بين قارتي إفريقيا وآسيا ، وإطلالتها على المسطحات المائية كالبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط الذي يعتبر أقدم طريق تجاري في العالم.أما سكانها فهم من الحاميين ” نسبة إلى حام بن نوح“،نقلا عن الروايات التوراتية ، في حين يعتبرهم البعض أنهم مزيج من الحاميين والساميين. *مظاهر وانجازات الحضارة المصرية : لقد مرّ تطور مصر بعدة مراحل وكل مرحلة مرت بعدة خصائص وهذا حسب تقسيم المؤرخ المصري مانيتون لتاريخ مصر ، فقد قسمه إلى 31اسرة وفق ثلاث دويلات ، فدولة مصر القديمة تشمل الأسرات من 1إلى 6 امتدت من 3000قبل الميلاد حتى 2270قبل الميلاد، وقد عرفت الأسرتان الأولى والثانية بداية عهد الأسرات والاهتمام بالتوحيد ، أما من الأسرة الثالثة إلى السادسة فقد عرفت بعصر بناة الأهرام ، فبداية من الأسرة الثالثة تم تشييد أول هرم سمى الهرم المدرج ” بسقارة ”، وفي الأسرة الرابعة تم تشييد الأهرامات الكبرى بالجيزة ” خوفو- خفرع –منكاورع، وبداية من الأسرة السادسة بدا الضعف والانهيار. وقد سمي العصر الذي يليه بعصر الانهيار الاجتماعي الأول امتد من الأسرة السابعة حتى العاشرة أي من 2270 حتى 2100قبل الميلاد، تليه مرحلة الدولة الوسطى امتد من قبل الميلاد ،الذي شمل الأسرتان الحادية عشر والثانية عشر تميزت بالبناء الداخلي واستعادة الوحدة، ثم عصر الانهيار الاجتماعي الثاني ” قبل الميلاد
خريطة مصر القديمة
والذي يشمل الأسرات من الأسرة الثالثة عشر حتى الأسرة السابعة عشر وتميز هذا العصر بغزو الهكسوس لمصر ، ثم يليه عصر الدولة الحديثة من قبل الميلاد ، والذي ضم الأسرات الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرون والواحد والعشرون ، يليه عصر الانهيار الاجتماعي الثالث والأخير الذي امتد من الأسرة 22 حتى الأسرة 31 وقد تميز بوصول الليبيين على رأس شيشنق لحكم مصر سنة 950قبل الميلاد ثم الزحف الآشوري ثم احتلال الفرس ثم الإغريق بسيطرة الاسكندر المقدوني عليها سنة 332قبل الميلاد، وفي هذه الفترات حاولت الأسرات المتبقية استرجاع مجد ماضي مصر إلا أنها فشلت أمام هجمات الأعداء ، بعد الإغريق خضعت تحت سيطرة الاحتلال الروماني وبقيت كذلك حتى الفتح الاسلامي. وعموما فقد كان نظام الحكم ملكي وراثي ، يجمع فيه الملك بين السلطتين الدينية والمدنية ، وهو بمثابة اله أو خليفة الإله من أهم ملوكها أحمس الأول ، رمسيس الأول ، رمسيس الثاني أمنحوتب الرابع ” أخناتون ” وغيرهم. وأقاموا عدة عواصم سياسية منها منف-طيبة –تل العمارنة..“ الجانب الديني : لقد كان الدين أساس في حياة المصريين القدامى ، وقدس جملة من المعبودات والآلهة التي اتسمت بالكثرة وتعدد الأسماء والصفات، فقد أله المصري القديم موجودات الطبيعة وظواهرها كما أله جملة من الحيوانات لصفة القوة والخصوبة والجمال ،مثل الأسد والكبش والثور والثعبان والصقر وغيرها ، وقد جسدوا إلهتهم في تماثيل على شكل إنسان برأس حيوان ومن أشهر آلهتهم ” اله الشمس رع ويسمى أيضا آتوم آو آشوم – والإله شو اله الهواء ، وجب إلهة الأرض ، وتنفوت إلهة الرطوبة وأوزريس اله الخير ، وزوجته أزيس إلهة الحياة ، وست اله الكره والشر والهة أخرى عديدة ومتنوعة تغيرت صفاتها وأسمائها بين دويلات مصر.كما الهوا الملوك الفراعنة واعتبروهم آلهة أو أبناء للآلهة بنو الأهرامات كمقابر لآلهتهم ، وأقاموا المعابد والمقابر ، وتميزوا عن باق الشعوب بالتحنيط أجسام الموتى لإيمانهم بالحياة الثانية ، كما كان الميت يدفن مع ممتلكاته كزاد في رحلته للحياة الثانية الأبدية.
*أـما في الجانب الاقتصادي فقد اهتموا بالزراعة على ضفاف نهر النيل ، وإنشاء قنوات الري من منتجاتهم الحنطة والشعير والخضر والفواكه ، واهتموا بتربية الحيوانات، كما اهتموا بصناعة الفخار والتماثيل والنسيج والمعادن والحلي وصناعة السفن ، وأقامت عدة علاقات تجارية بسبب توفر الطرق التجارية البرية والبحرية مع كل من العراق وفينيقيا وسوريا وبلاد العرب، ومع ليبيا ، والإغريق والرومان بلاد الأناضول. *كما تميزت ببناء جيش قوى لا سيما في عهد الدولة الحديثة التي بدأت في توسعاتها الخارجية ورد الهجمات الخارجية فقد استطاع الجيش المصري رد هجمات الهكسوس وشعوب البحر والليبيين وغيرها من الهجمات الخارجية واستخدموا العربات الحربية والرماح والقوس والدروع والخيول والسيف وغيرها من الأسلحة، كما استعان الجيش المصري بالمرتزقة لرد الهجمات والأطماع الخارجية ، كما كانت مهمة الجيش حماية القوافل التجارية والحفاظ على الأمن الداخلي. *أما اجتماعيا فقد كان المجتمع المصري مجتمعا طبقيا ، ، يعلو الهرم الاجتماعي الملك والنبلاء والأشراف والموظفين والكهنة ، وكانت بيدهم الثروة ومقاليد الحكم والسلطة ، تليها الطبقة الوسطى من الصناع والأحرار والفلاحين ، ثم تأتي طبقة الرق وقد كانت الحروب والهجمات الخارجية مصدرا لجلب الرق الذين يسخرون للبناء وخدمة الفراعنة والأعمال الشاقة. * أما بالنسبة للجانب الثقافي فقد استخدم المصريون الكتابة الهيروغليفية والتي تعني النقش المقدس كتابة معقدة احتوت على 700 رمز مختلف وكانت تقوم بالكتابة طبقة الكتبة يقومون بالكتابة على البردي وعلى المباني والمعابد والقبور الملكية وكانت تكتب من اليمين إلى اليسار ،أو من الأعلى للأسفل والعكس وقد تركوا عدة آثار من النقوش والقصص والأساطير كأسطورة أوزوريس ، وكتاب الموتى وغيرها من الميراث المصري المكتوب الذي ساهم بشكل كبير في كتابة تاريخها القديم.
قائمة لبعض المصادر والمراجع للحضارة المصرية : - عبد العزيز صالح ، الشرق الأدنى القديم ، مصر سبتينو موسكاتي ، الحضارات السامية القديمة ، بيروت عصام السعيد، دراسات في تاريخ مصر والشرق الأدنى القديم ، بيروت ويل وايريل ديورانت ،قصة الحضارة ” الشرق الأدنى ” ج 2 ، القاهرة George Rawlinson,the History of Ancient Egypt,london Vercoutter Jean, L’Egypt Ancienne, paris.
المحاضرة الخامسة : الحضارة الفارسية *لقد أطلق الإغريق والرومان تسمية فارس نسبة إلى إقليم بارسا Parsa في الجزء الجنوبي الغربي من الهضبة الإيرانية وعند العرب فارس، ويعتقد أن تسمية إيران أقدم تسمية للمنطقة مشتقة من ” أريانا بمعنى النبيل أو السيد بمعنى حضارة الآريين أو الأسياد ، تعود جذور حضارتهم إلى ما قبل التاريخ ، وسكانها من أصول هند أوربية ، حيث انقسمت إلى ثلاثة مجموعات توسعت كل واحدة في منطقة فأسس بني عيلام الحضارة العيلامية تعود إلى 4000سنة قبل الميلاد ، تأثرت بحضارة بلاد الرافدين واستخدموا الكتابة المسمارية، ثم ظهرت حضارة الميديين قبل الميلاد وعاصمتهم أكباتانا ، تعرضت لهجمات الآشوريين ، ثم ظهرت الحضارة الفارسية الأخمينية بجنوب إيران قبل الميلاد. تمثلت مظاهر وانجازات الحضارة الفارسية فيما يلي : اتخذوا النظام الملكي الوراثي ، وكان الوصول للحكم إما عن طريق الثروة أو القوة ، وأول ملوكها هو قورش الأكبر ” قبل الميلاد استطاع إنهاء الحكم الميدي وتوحيد القبائل تحت سلطته، كما عمل على البناء الداخلي والتوسع الخارجي ،ثم خلفه ابنه قمبيز قبل الميلاد ، الذي احتل مصر ثم حكم بعده دارا الأول وغيرهم من الحكام. أما عسكريا فقد امتلكوا جيشا قويا عدة وعتادا استطاعوا بناء إمبراطورية ممتدة الأطراف ” انظر الخريطة ” دخلوا في حروب مع الإغريق بقيادة الاسكندر المقدوني 331قبل الميلاد. كما اهتموا ببناء الاقتصاد القائم على الزراعة والصناعة لا سيما الصناعة الحربية والحرف أما التجارة فقد تعاملوا تجاريا مع دول الشرق الأدنى والإغريق.
توسعات الإمبراطورية الفارسية
أما في الجانب الديني فقد قدس الفرس الظواهر الطبيعية في البداية كالشمس وعرفت عندهم بالإلهة ميترا، والهة الأرض أناهيناز ، واله الهواء ” هوما“ ، فايو اله الريح ، وغيرها كما الهوا بعض الحيوانات كالثور وسرعان ما توحد الفرس تحت الديانة الزرادشتية نسبة لتعاليم زرادشت وعبادة الإله“ أهورا مزدا“اله النور والسماء تقوم تعاليم هذه الديانة على تقديس النار والتراب والماء ، أقاموا المذابح لتقديم القرابين لإلههم الأكبر كما أقاموا الصلوات أما تنظيم الطقوس فمن مهام الكهنة. كما آمنوا بالحياة الثانية وبالجزاء بعد البعث بالجنة أو النار. أما اجتماعيا وثقافيا فقد كان المجتمع طبقيا تسوده بعض العدالة الاجتماعية في حين استخدموا الكتابة المسمارية كما استعملوا اللغة الآرامية كلغة رسمية في الإدارة والمعاملات ، وقد تأثروا بآداب وفنون الشرق الأدنى لا سيما الرافدية ، كما برعوا في العمران والنحت والزخرفة. انهارت الحضارة الفارسية بعد دخولها في حرب مع الإغريق الذي قضى عليها الاسكندر المقدوني وبعد وفاته أصبحت من نصيب الدولة السلوقية.
قائمة لبعض المصادر والمراجع : بديع محمد جمعة ، مدخل إلى حضارة ايران قبل الاسلام ، مصر دت. 1947ويل ديورانت ، قصة الحضارة الفارسية ، جامعة فؤاد الأول * 1965 *محمود شيث الخطاب ، قادة فتح بلاد فارس ، Richard N,the History of Ancient Iran, England1984. Will Durant, Persia in the History of civilisation,
ملاحظة : المحاضرات المقدمة مختصرة يتم مناقشة وشرح عناصرها في الدروس التي تتم حضوريا. يمكن للطالب التوسع عن طريق البحث والإطلاع على بعض المراجع المقدمة قصد توسيع معلوماته وثقافته حول الحضارات القديمة.