إعداد: لمياء ابن عائشة مريم العيني يونس راشدي المركز الجهوي التربوي للمهن التربية و التكوين – الدار البيضاء شعبة العلوم الفيزيائية تأطير: ذة. جلال

مقدمةتعريف التعلمتاريخ التعلمعناصر التعلم و شروطهنظريات التعلمخاتمة

إذا قارنا بين سلوك طفل صغير و بين سلوكه عندما يكبر، وجدنا أن سلوكه الذي كان يتصف بحركات عشوائية ، أصبح يمتاز بالانتظام و السرعة و الدقة ، ذلك لأنه اكتسب عدد ا كبيرا من خبرات البيئة الاجتماعية التي عاش فيها ، واقتبس مع مرور الزمن أشياء لم تكن موجودة لديه من قبل. إن هذا التبدل والتغير في السلوك الناتج عن تأثير الاكتساب و الخبرة هو ما نسميه بالتعلم. هذه الظاهرة شكلت ولا تزال واحدة من أهم الموضوعات التي يتوجه نحوها البحث العلمي وخصوصا في مجال علم النفس، فهي بالإضافة إلى دورها في كشف السيرورات التي تتدخل في السلوك التعلمي وبالتالي تضيء لنا السبيل في ميادين العمل التربوي، فإنها كذلك تعتبر مدخلا أساسيا لفهم السلوك البشري فهما صحيحا وسليما وكذلك لفهم العقل البشري وحقيقته وكيفية اشتغاله. وينبغي الإشارة إلى أن مفهوم التعلم ضمن السيكولوجيا العلمية يأخذ دلالة موسعة عما نجده في الاستعمال العادي لهذا الاصطلاح فهو يشير إلى جميع التحولات القارة التي تعتري السلوكات والأنشطة السيكولوجية لدى الكائن المدروس.

تعريفات أخرى: التعلم هو تغير أو تعديل في السلوك والخبرة ينشأ عن قيام الإنسان بنشاط معين، تتفاعل فيه شروط البيئة الخارجية مع مجموعة الاستعدادات والدوافع الفطرية التي زود بها الكائن الحي التعلم عملية تنتج من نشاط الفرد و يترتب عنها تغيرات في سلوكه. وهو العملية التي يكتسب الفرد عن طريقها وسائل جديدة يتغلب بها على مشكلاته، ويرضي عن طريقها دوافعه وحاجاته التعلم هو ذلك التغير شبه الدائم في الأداء ينتج استجابة لمثير أو موقف، أي يحدث تحت تأثير الخبرة أو الممارسة أو التدريب أو التمرين التعلم عملية تغير شبه دائم في سلوك الفرد لا يمكن ملاحظته مباشرة، ولكن يستدل عليه من الأداء أو السلوك الذي يصدر من الفرد وينشأ نتيجة الممارسة، كما يظهر في تغير أداء الفرد التعلم هو تبني الفرد لأنماط جديدة من السلوك أو تعديله لما هو قائم منها بصورة تؤثر على مستقبل أداء هذا الفرد واتجاهاته بعد ذلك.

مرحلة ما قبل السلوكية المرحلة المعاصرة المرحلة السلوكية وقد بدأت هذه المرحلة بفلسفة جون لوك (فيلسوف بريطاني حديث) الذي يرى البعض أنه وضع الأساس لنظرية تداعي الخبرة، ويرى جون لوك أن العقل البشري يولد صفحة بيضاء تخط الخبرة عليه فيما بعد. وقد ارتبط مفهوم التعلم بكون العقل البشري يتميز بعمليات فطرية خاصة مستقلة عن الخبرة. أما المرحلة السلوكية التي تميزت بنظرية الارتباطيين التي تبناها جون واطسون، وقد جاءت نتيجة لتأثير أعمال العالم الروسي أيفين بافلوف في نظريته الشهيرة في الاشتراط الكلاسيكية، ونظرية ادوارد ثورندايك صاحب التعلم بالمحاولة والخطأ، و الاشتراط الإجرائي لسكينر وغيرهم ممن كانت لهم بصمات في دراسة التعلم. في هذه المرحلة اتجه علماء النفس إلى التفكير في وضع تخطيط للقدرات المعرفية و الوجدانية للكائن الحي في عمليات التعلم حيث ازداد الاهتمام بالدافعية والارتباط والتعزيز.

عناصر التعلم الوضعية التعليمية الشخص المتعلم موضوع التعلم

شروط التعلم النضج والتدريب الدافعية موضوع التعلم الوضعية التعليمية

الحياة النفسية لها مظهر واحد يمكن مقاربته من الناحية العلمية وهو السلوك الخارجي القابل للملاحظة والقياس، أما العوامل النفسية الداخلية واللاشعورية فهي تقع خارج نطاق الملاحظة العلمية المبدأ الأساس السلوك عند هذه المدرسة قوامه المثير أو المنبه ثم الاستجابة ،وليس التعلم ،في الحقيقة ،سوى عملية ربط واقتران عضوي بين المثيرات والاستجابات ،وهذه الارتباطات هي الوحدات الأساسية للسلوك البشري

السلوكية الجديدة مع واطسون وثورندايك السلوكية الكلاسيكية مع بافلوف السلوكية الاجرائية مع سكينر

مفهوم الاستجابات الشرطية )تجارب على الكلاب( الاستجابة (إفراز اللعاب لدى الكلاب) لا يتم فقط في الحالة التي يكون فيها هناك احتكاك مباشر بين المثير (الغذاء) والمنطقة الحساسة في الفم، بل تتحقق الاستجابة حتى حين تكون هناك مسافة فاصلة بين المثير والحيوان، بل وحتى حين يتم توظيف بعض الظواهر التي ترتبط على نحو عرضي غير مباشر بالمثيرات (علامات) مثل بعض الأصوات المبدأ العام :وجود ارتباط بين المثيرات الخارجية والاستجابات السلوكية

قانون الكف الداخلي أو الانطفاء أي ضعف السلوك المتعلم وخموده ادا لم يمارس ويعزز قوانين الاشراط قانون العادة أو التكرار وهي رابطة اقترانية بين المثير والاستجابة قانون المثير والاستجابة حيث أدرك أن لكل سلوك مثير ،و ادا كانت العلاقة بين المثير والاستجابة سليمة ، كان السلوك سويا قانون التعزيز والتدعيم عن طريق الإثابة

قانون التعلم الذي هو تغير في السلوك نتيجة الخبرة والممارسة قوانين الاشراط قانون إعادة التعلم ويحدث بعد الانطفاء حيث يتم تعلم سلوك جديد قانون التعميم بحيث ادا تعلم الفرد استجابة و تكرر الموقف فانه لا محالة يعمم هده الاستجابة على استجابات أخرى مشابهة قانون التمييز :ادا كان التعميم استجابة للتشابه فان التمييز استجابة للاختلاف

التعلم عملية تشكيل ارتباطات بين المثيرات واستجاباتها(ثورندايك) ويرى أن أكثر التعلم تميزا عند الإنسان والحيوان على حد السواء هو التعلم بالمحاولة والخطأ يستعمل التعلم بالمحاولة والخطأ لانعدام عمل الخبرة والمهارة في حل المشكلات المعقدة و اكتساب بعض العادات و المهارات الحركية وتكوينها مثل السباحة وركوب الدراجة

Click to add Title 1 تحديد الروابط بين المثيرات و الاستجابات التي تتطلب التقوية أو الإضعاف ثورندايك أول من شغل منصب أستاذية علم النفس التربوي في تاريخ علم النفس، وقد اهتم ثورندايك بمسائل أساسية، يمكن الاستفادة منها داخل الصف Click to add Title تحديد الظروف التي تؤدي إلى الرضا أو الضيق عند التلاميذ Click to add Title استخدام الرضا أو الضيق للتحكم في سلوك التلاميذ Click to add Title مهمة المعلم هي استثارة رغبة التلميذ في الاستجابة والاندفاع في المحاولة والخطأ Click to add Title على المعلم والمتعلم تحديد خصائص الأداء الجيد حتى يمكن تحديد تشخيص الأخطاء، كي لا تتكرر ويصعب تعديلها فيما بعد

سكينر (تأثر كثيرا ببافلوف) يمكن اعتباره الممثل الحقيقي للمدرسة السلوكية في المجال البيداغوجي التعليمي، وتسمى نظريته بالسلوكية الجديدة، فهو ينتمي إلى مدرسة ثورندايك، أي أنه ارتباطي مثله يهتم بالتعزيز كعامل أساسي في عملية التعلم. استعمل مفهوم الجزاء والعقاب أو بعبارة عامة "المعززات الإيجابية" / الأكل للفأر. و"المعززات السلبية"/صدمة كهربائية للفأر. واعتبره آلية لتحقيق التعلم باعتباره العامل الخارجي الذي يحقق التعلم (المثير/ مثير التعلم) مجال الفصل مع المتعلمين سيكون المعزز الإيجابي هو المكافآت والمدح والتنقيط... أما المعزز السلبي فيمكن أن يكون التوبيخات المتنوعة، خصم النقط... لهذا سميت نظرية اسكينر بالنظرية الإجرائية (أو الوسيلية) لأنها تقوم على التعلم الوسيلي الإجرائي

العقاب عند سكينر يعتقد سكينر أن العقاب يمكن أن يكون عاملا مهما في تعديل السلوك ويعمل العقاب الموجب على تقديم مثير غير محبب أو مؤلم إلى الموقف، حيث يعمل على إزالة أداء الاستجابة غير المرغوب فيها. العقاب : الموجب والسالب ويشير العقاب السالب إلى حذف مثير محبب من الموقف أو إزالته للعمل على التوقف عن أداء الاستجابة غير المرغوب فيها. مثال: منع الطفل من الحصول على الحلوى في حالة الاستمرار في سلوك غير مرغوب فيه. نزع اللعبة عند عدم استجابة الطفل لمطالب الوالد.

التطبيقات التربوية لنظرية سكينر اقترح سكينر الخطوط التربوية العريضة للمدرسين وهي: استخدام التعزيز الايجابي بقدر الإمكان - ضبط المثيرات المنفرة في غرفة الصف وتقليلها، حتى لا يزداد استخدام أسلوب العقاب أو التعزيز السالب - الحرص على تسلسل الخطوات للاستجابات التي يجريها المتعلم وتتابعها، وتقديم التغذية الراجعة في كل ما يتعلمه التلميذ

أضاف سكينر تحذيرات للمدرسين خاصة بالممارسة الصفية والتي قد تقترن بسلوكياتهم أو بالمادة الدراسية منها:

إن التعلم عند بياجي هو نفي وتجاوز للاضطراب ،فاستيعاب المتعلم للمعرفة الجديدة والتلاؤم معها يقتضي ، تطبيق فلسفة الإلغاء والرفض وتطبيق النفي على مستويات الفهم القبلية وكل المعارف والموروثات الجاهزة والسابقة. وتتطور أشكال النفي والتمرد بتطور المراحل النمائية إلى أن تصل إلى المرحلة الصورية الاستنباطية أو ما يعرف بالذكاء المجرد. ومادام الذكاء الحسي العملي سابق على الذكاء الصوري المجرد،فإنه لا يمكن البتة تصور بناء المفاهيم والتصورات والمعلومات وتقعيدها إلا على أسس الذكاء الإجرائي ،فالمعرفة حسب هذه المدرسة البنائية تبنى ،وليست عملية تراكم آلي.

تعتمد النظرية البنائية للمعرفة على أن الفرد يبني معارفه بنفسه من خلال مروره بخبرات كثيرة تؤدي إلى بناء المعرفة الذاتية في عقله، بمعنى أن نمط المعرفة يعتمد على الشخص ذاته فما يتعلمه تلميذ ما عن موضوع معين يختلف عن ما يتعلمه تلميذ آخر عن نفس الموضوع و يمكننا النظر إلى المعلومات المتوفرة في المصادر المختلفة و كأنها مواد خام لا يستفيد منها التلميذ إلا بعد قيامه بعمليات معالجة لها.

التعلم لاينفصل عن التطور النمائي للعلاقة بين الذات والموضوع التعلم يقترن باشتغال الذات على الموضوع وليس باقتناء معارف عنه الفهم شرط ضروري للتعلم ؛ التعلم يقترن بالتجربة وليس بالتلقين ؛ التعلم هو تجاوز ونفي للاضطراب الخطأ شرط التعلم، إذ أن الخطأ هو فرصة وموقف من خلال تجاوزه يتم بناء المعرفة التي نعتبرها صحيحة الاستدلال شرط لبناء المفهوم، حيث المفهوم يربط العناصر والأشياء بعضها ببعض والخطاطة تجمع بين ما هو مشترك وبين الأفعال التي تجري في لحظات مختلفة من أهم مبادئ التعلم في هذه النظرية نذكر :

حسب بياجي التعلم هو شكل من أشكال التكيف من حيث هو توازن بين استيعاب الوقائع ضمن نشاط الذات وتلاؤم خطاطات الاستيعاب مع الوقائع والمعطيات التجريبية باستمرار. فالتعلم هو سيرورة استيعاب الوقائع ذهنيا والتلاؤم معها في نفس الوقت.كما أنه وحسب النظرية البنائية مادام الذكاء العملي الإجرائي يسبق عند الطفل الذكاء الصوري ، فإنه لا يمكن بيداغوجيا بناء المفاهيم والعلاقات والتصورات والمعلومات ومنطق القضايا إلا بعد تقعيد هذه البناءات على أسس الذكاء الإجرائي.وعليه ، وحسب بياجي ، يجب تبني الضوابط التالية في عملنا التربوي والتعليمي :

جعل المتعلم يكون المفاهيم ويضبط العلاقات بين الظواهر بدل استقبالها عن طريق التلقين جعل المتعلم يكتسب السيرورات الإجرائية للمواضيع قبل بنائها رمزيا جعل المتعلم يضبط بالمحسوس الأجسام والعلاقات الرياضية ، ثم الانتقال به إلى تجريدها عن طريق الاستدلال الاستنباطي يجب تنمية السيرورات الاستدلالية الفرضية الاستنباطية الرياضية بشكل يوازي تطور المراحل النمائية لسنوات التمدرس إكساب المتعلم مناهج وطرائق التعامل مع المشكلات و جمع المعطيات و استثمارها, و بلورة النتائج في صيغة قضايا و قوانين تدريبه على التعامل مع الخطأ كخطوة في اتجاه المعرفة الصحيحة و تمكينه من المراقبة و التقويم الذاتي اكتساب المتعلم الاقتناع بأهمية التكوين الذاتي اعتمادا على تبني منطق التفكير و الاستدلال و إلغاء المعرفة المشوشة

هي نظرية تنحدر من البنائية حيث أنها تشدد على دور الآخر في بناءات المعارف و تؤكد خاصة على الصراع السوسيوعرفاني في سيرورة النمو الفردي و الاجتماعي. فهذه النظرية تؤكد على حصول تبادلات مثمرة عن طريق هذا الصراع وعلى أن التقدم الحاصل عن طريق التفاعلات الاجتماعية يتحدد بكفايات الفرد عند الانطلاق و من هنا يساعد هذا التفاعل على هيكلة بنى عرفانية قابلة للانتقال إلى وضعيات إشكالية أخرى. ويعتبر "لاف فيقود سكي" بأن النمو الفكري ذو طبيعة اجتماعية و ليس بيولوجية فقط كما يراها بياجيه ، و أن التعلم يمكن أن يكون عاملا من عوامل النمو الفكري و أنه يمكن تسريع النمو العقلي في حدود منطقة النمو الوشيك، فالمعرفة لها صبغة اجتماعية و النشاط الفكري للفرد لا يمكن فصله عن النشاط الفكري للمجموعة التي ينتمي إليها.

يقسم البنائيون خصائص السوسيوبنائية إلى أربع خاصيات هي : المعارف المبنية لا المعارف المنقولةنسبية المعارف لا المعارف بالمطلقضرورة الممارسة التأملية للمعارف، أي عدم تقبلها كما هي تموقع المعارف في وضعيات وسياقات

يشترط الباحث فليب جونيير لتحقق المقاربة السوسيوبنائية مايلي :  يجب ألا يكف التلميذ /المتعلم عن الاشتغال، انطلاقا من معارفه الخاصة، يلائمها ويغيرها ويعيد بناءها ويدحضها تبعا لخصائص الوضعيات.  تستدعي الوضعيات المقترحة على التلاميذ، ضمن منظور تكاملية المواد، موارد تحيل هي ذاتها عادة موارد دراسية مختلفة.  التحرر من الانغلاق داخل حدود المدرسة.  اعتبار بناء المعارف تبعا للسياق والوضعيات.

إن هذه النظريات وان كانت تفترق وتختلف على مستوى رؤية وتصور طبيعة قوانين أواليات التعلم وميكانيزماته وأسسه ومبادئه ،فإنها تتقاطع وتلتقي وتتفق حول كون التعلم يبقى نشاطا اكتسابيا به تنسج الذات ملحمة وجودها وتثبت توازنها الطبيعي مع إلزامات البيئة وإكراهات الواقع.