LA PEDAGOGIE DIFFERENCIEE بحث حول البيداغوجيا الفارقية LA PEDAGOGIE DIFFERENCIEE إنجاز : خالد بن محمد ألفة عرفاوي مختار عزديني إشراف : متفقد الشباب خالد ميموني
المحتوى تعريف البيداغوجيا الفارقية أنواع البيداغوجيا القائمة على الفروق والاختلاف منطلقات البيداغوجيا الفارقية أهداف البيداغوجيا الفارقية مقتضيات البيداغوجيا الفارقية شروط تيسير البيداغوجيا الفارقية
تعريف البيداغوجيا الفارقية لوي لوقران : (louis le grand)“البيداغوجيا الفارقية هي تمشي تربوي يستخدم مجموعة من الوسائل التعليمية قصد مساعدة الأطفال المختلفين في العمر والقدرات والسلوكات والمنتمين إلى فصل واحد على الوصول بطرق مختلفة إلى نفس الأهداف“. فالملاحظ أن الأهداف مشتركة بين كافة الأطفال وإنما المتغيرات تتصل بالطرق والأساليب المعتمدة من قبل المربي لتمكين كل الأفراد من الوصول إلى تحقيق هذه الأهداف التربوية رغم اختلافاتهم النفسية والمعرفية...
فيليب ماريو Philippe Merieu يقترح أسلوبين يتفق كلاهما مع مبادئ البيداغوجيا الفارقية ويتمثل الأول في ضبط هدف واحد للمجموعة مع اتباع تمشيات مختلفة تفضي كلها إلى نفس الهدف. ويتمثل الأسلوب الثاني في تشخيص الثغرات الحاصلة عند كل فرد وضبط أهداف مختلفة تبعا للأخطاء الملاحظة.
يعرف مراد البهلول في رسالة الدكتوراه حول البيداغوجيا الفارقية 1995 تحت إشراف فيليب ميريو، البيداغوجيا الفارقية كالآتي: ”تتمثل البيداغوجيا الفارقية في وضع الطرق والأساليب الملائمة للفروق ما بين الفردية والكفيلة بتمكين كل فرد من تملك الكفايات المشتركة، فهي سعي متواصل لتكييف أساليب التدخل البيداغوجي تبعا للحاجيات الحقيقية للأفراد المتعلمين. هذا هو التفريق الوحيد الكفيل بمنح كل فرد أوفر حظوظ التطور والإرتقاء المعرفي.“
نستنتج من كل هذه التعاريف أن البيداغوجيا الفارقية ليست بنظرية جديدة في التربية أو طريقة خاصة في التدريس بل هي روح عمل تتمثل في الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المتعلمين من جهة والكفايات المستهدفة في البرنامج الرسمي من جهة أخرى. ولا يتمثل التفريق في إغراق كل فرد في فرديته بل في تمكينه من بلوغ أقصى ما يمكن أن يصل إليه من التطور المعرفي وتطور شخصيته في جميع أبعادها المعرفية والوجدانية والاجتماعية.
فالبيداغوجيا الفارقية اذن هي : بيداغوجيا مفردنة individualisée تعترف بالمتعلم كشخص له تمثلاته représentations الخاصة بالوضعية التعلمية. بيداغوجيا متنوعة variée تقترح العديد من المسارات التعلمية. بيداغوجيا تجدد التعلم والتكوين بفضل فتحها لأكثر عدد من المنافذ لأقصى عدد من المتعلمين.
أنواع البيداغوجيا القائمة على الفروق والاختلاف: يميز التربويون بين ثلاثة أنواع من البيداغوجيا التي تقوم على الاختلاف والفروق الموجودة بين المتعلمين والمتعلمات كالتالي: البيداغوجيا التنويعية Pédagogie Variée : وهي التي تستعمل فيها طرائق وتقنيات تتنوع حسب عنصر الزمان؛ أي أنها تعتمد على أنشطة تتنوع من فترة إلى أخرى ومن حصة إلى أخرى. وتبعا لهذه المقاربة، فإن الدرس أو الهدف التربوي يقدم باعتماد تقنية ما، ثم يقدم بعد ذلك، الدرس أو الهدف التربوي بتقنية أخرى، وهكذا.. بيداغوجيا المداخل المتعددة pédagogie diversifiée: وهي المقاربة التي يقدم فيها نفس الدرس ويحقق نفس الهدف التربوي باستعمال تقنيات مختلفة بكيفية متزامنة. البيداغوجيا الفارقية pédagogie différenciée: وهي المقاربة التي تشمل، بالإضافة إلى الممارستين الأوليين، على التنويع في محتويات التعلم؛ أي أن هذه البيداغوجيا لا تحاول فقط التنويع في التقنيات والوسائل عبر الزمان أو لتحقيق الهدف نفسه في وقت واحد، وإنما تسعى كذلـك إلـى تـنـويـع محتويات التعلم داخل الصف، ومن ثمة فإنها مقاربة تعتمد على التنويع في الطرائق وفي المحتوى معا
منطلقات البيداغوجيا الفارقية : تنطلق البيداغوجيا الفارقية من الفروق الفردية الذاتية الطبيعية والمكتسبة مثل : ـ الفروق الفردية الذاتية الطبيعية البيولوجية والفسيولوجية كالبنية الجسمية وخصائصها ووظيفتها، حيث يتأثر تعلم المتعلم بشكل وخصائص ووظائف بنيته الجسمية، فعلى سبيل المثال تلعب سلامة البنية الجسمية والعقلية دورا هاما في التعلم، في مقابل إعاقتها التعلم عندما تكون غير سليمة، (ذوي الحاجات الخاصة مثلا). ـ الفروق الفردية الذاتية المكتسبة من ثقافة وأنماط التنشئة الاجتماعية، والوضع الاقتصادي والمركز الاجتماعي، وطبيعة المحيط الأسري والاجتماعي.. لها دور هام في البيداغوجيا الفارقية من حيث أنها عوامل خارجية تؤثر بشكل مباشر في التعلم، وتضفي التمايزات على المتعلمين. ـ الفروق الفردية المعرفية الناتجة عن اختلاف المتعلمين في اكتساب المعرفة التي تنتجها المؤسسة التعليمية، وتمثلاتهم لهذه المعرفة، وطريقة اكتسابهم لها، وطريقة استحضارها والتعامل معها وتوظيفها.
ـ الفروق الفردية السيكولوجية ( النفسية ) الناتجة عن اختلاف المتعلمين نفسيا من حيث الشخصية وطبائعها ومميزاتها، من تقبل ودافعية وإرادة وصبر واهتمام وإبداع. ـ الفروق الفردية المجتمعية النابعة من اختلاف مجتمعات المتعلمين، وطريقة تفكير هذه المجتمعات ولغاتهم وتقاليدهم ونظرتهم للحياة وللآخرين. ـ الفروق الفردية الاقتصادية، والإمكانيات المتاحة لدى المتعلمين، التي تساعدهم على التعلم، وتمكنهم من تحقيق رغباتهم.
أهداف البيداغوجيا الفارقية: تسعى البيداغوجيا الفارقية إلى تحقيق جملة من الأهداف والأساسيات عند المتعلم كما في الممارسة التعليمية التعلمية؛ نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: 1 ـ تحقيق الاستقلال الذاتي للمتعلم مبادرة وقرارا وممارسة، من خلال وضع مؤهلاته وقدراته في الحسبان التعليمي، والانطلاق منها في تعلماته، مما يؤدي بالمتعلم إلى الثقة بالنفس، وإلى إبداء الرأي بحرية، وإلى اتخاذ القرارات المناسبة تجاه القضايا والإشكاليات التي تعترضه في التعلم، وإلى إبداع المقاربات المناسبة لتناول تلك القضايا والإشكاليات. 2 ـ تحقيق التفاعل الاجتماعي والتواصل البيني في جماعة القسم انطلاقا من الطبيعة الاجتماعية للكائن البشري، بالإضافة إلى شروط وحاجيات الاجتماع الإنساني في المجتمع. فالبيداغوجيا الفارقية تسمح للمتعلم بالتفاعل مع أعضاء جماعة القسم، في إطار أداء التعلمات الموكولة إليه. 3 ـ تفعيل العلاقة بين أطراف المثلث التعليمي ( الأستاذ، المتعلم، الموضوع ) انطلاقا من كون المتعلم ذات عارفة مرتبطة بطرفي الفعل التعليمي: الأستاذ والمادة المقدمة. فالعلاقة بين المتعلم والأستاذ تتميز في ظل هذه البيداغوجيا بخصوصية تقدير الأستاذ لذات المتعلم محورا لفعل التعليم، وتقدير المتعلم للأستاذ من منطلق أن هذا الأخير هو محرك فعل التعليم.
4 ـ تكييف التعلمات والمقاربات وفق الفروق الفردية بين المتعلمين، في المناحي العقلية والجسمية والقدرات والكفايات والميولات والرغبات والاستعدادات. حتى تحقق مبدأ تكافؤ الفرص ودمقرطة الفعل التعليمي ومراعاة تعدد الذكاءات داخل جماعة القسم ذلك أن النمو يتوقف على تعلمات الطفل السابقة والتعلم يتوقف على مستوى النمو الذي وصل إليه الطفل. 5ـ تحقيق الأداء التعلمي والكفايات والقدرات والمهارات والقيم والسلوكات المقررة بأقل جهد، وبأقل وقت، وبأقل تكلفة، حسب كل متعلم على حدة أو حسب مجموعة من المتعلمين ضمن إطار المرونة المنوعة الهادفة. فالبيداغوجيا الفارقية في انطلاقها من الفروق الفردية تحقق الجهد والوقت والتكلفة الأقل،لأنها تراعي خصوصيات كل فرد أو مجموعة من الأفراد وبذلك فهي بيداغوجيا هادفة دون هدر أو تخبط أو ضبابية.
مقتضيات البيداغوجيا الفارقية وضع الأشخاص والمعرفة والمؤسسة في تفاعل أخذ بعين الاعتبار ثلاث مقتضيات : 1- فارقية سيرورات التعلم. 2- فارقية مضامين التعلم. 3- فارقية البنيات.
( 1 ـ فارقية مسارات التعلم La différenciation des processus d 'apprentissage : يوزع التلاميذ إلى عدة مجموعات تعمل كل واحدة منها، في آن واحد، على نفس الهدف أو الأهداف وفق مسارات مختلفة وضعت عبر ممارسات متنوعة للعمل المستقل: التعاقد، شبكة للتقويم الذاتي التكويني، مشروع .. إلخ. تحدد فارقية المسارات عبر التحليل المسبق والدقيق، قدر الإمكان، لعدم تجانس التلاميذ. 2 ـ فارقية مضامين التعلم La différenciation des contenus d'apprentissage : يوزع التلاميذ إلى عدة مجموعات تعمل كل واحدة منها في آن واحد على مضامين مختلفة يتم تحديدها في صيغة أهداف معرفية أو منهجية ( معارف ـ فعل ) أو سوسيو ـ وجدانية savoir - être . ويتم اختيار هذه الأهداف في النواة المشتركة للأهداف المدمجة من لدن الفريق البيداغوجي أو المدرس، وتعتبر كمراحل ضرورية للوصول إلى المستوى الذي تفرضه المؤسسة. وتحصر هذه الأهداف فيما بعد بواسطة تشخيص أولي يكشف عدم التجانس فيما يخص النجاح والعراقيل التي تعترض النجاح.
3 ـ فارقية البنيات La différenciation des structures : يوزع التلاميذ إلى عدة مجموعات في بنيات القسم، لأنه لا يمكن القيام بفارقية المسارات والمضامين دون تقسيم التلاميذ إلى مجموعات فرعية des sous - groupes. لكن هذا الإجراء يؤسس إطارا أجوف وبدون مفعول في نجاح التلاميذ، إذا لم نعتمد بيداغوجيا فارقية. في حين أنه من الأكيد أن مجرد القيام بفارقية البنيات يسمح للتلاميذ بالتعرف على أنواع أخرى من التجمعات وأماكن أخرى ومنشطين آخرين، يولد تفاعلات اجتماعية جديدة تؤدي إلى ردود أفعال بناءة بالنسبة للتعلم المطلوب. فحتى وإن كانت ظروف المؤسسة، من حيث مواردها البشرية والمادية، لا تسمح بتفجير بنية القسم إلى بنيات أخرى أكثر مرونة، فينبغي على المدرس، على الأقل، أن يقسم تلاميذه إلى مجموعات فرعية لكل واحدة منها مهمة مختلفة.
شروط تيسير البيداغوجيا الفارقية. 1- العمل في فريق Le travail d’équipe)) 2-التشاور La concertation)) 3-التدبير المرن لاستعمال الزمن La gestion souple de l’emploi du temps ) ) 4-اﻹخبار المنتظم لكل الشركاء (L’information régulière de tous les partenaires)
تقنيات العمل في مجموعات : 1- العمل في مجموعات ، لماذا ؟ للتغلب على الصعوبات الناتجة عن انعدام التواصل، ضعف التنشئة الاجتماعية، غياب الثقة في النفس، انعدام التحفيز... 2- استعمال تقنية المجموعات , كيف ؟ - إعطاء تعليمات واضحة، البدء بمرحلة التفكير الفردي، ضرورة الكتابة، ضبط الوقت، وضع تركيب جماعي للنتائج، طلب عمل فردي للاستئناس به ... 3- تقنية المجموعات , متى ؟ أ- في بداية الدرس: - لدينامية القسم، لخلق التواصل، لتجميع المعلومات، لإيقاظ حب الاستطلاع والرغبة في التعلم ... ب- في نهاية الدرس : لإطلاق نشاط ذاتي يستكمله الشاب فرديا أو جماعيا.
Les postulats de Burns Il n’y a pas deux apprenants qui progressent à la même vitesse. Il n’y a pas deux apprenants qui soient prêts à apprendre en même temps. Il n’y a pas deux apprenants qui utilisent les mêmes techniques d’étude. Il n’y a pas deux apprenants qui possèdent le même répertoire de comportements. Il n’y a pas deux apprenants qui possèdent le même profil d’intérêt. Il n’y a pas deux apprenants qui soient motivés pour atteindre les mêmes buts.
الخلاصة نخلص إذن إلى أن البيداغوجيا الفارقية هي نتيجة التحولات الثقافية والتكنولوجية طبعت العالم بطابع التعددية والتركيب والاختلاف والتي أدت إلى اختلال البنية الاجتماعية وتفاوت في الوصول إلى المعلومة. فالفارقية هي الفضاء الأرحب للتعلم وفق مسارات متنوعة ومتعددة وإعطاء فرص للفرد للثقة في إمكاناته وقابليته للتربية والاحترام والنظر إلى المدرسة كفضاء للتربية والمواطنة
المراجع Ph.MEIRIEU, Différencier la pédagogie. Pourquoi? Comment? (1986). نشرية دورية للجنة الجهوية البيداغوجية بصفاقس“دراسات المنشط“ إعداد السيد قيس بسباس،2005. وثائق حول البيداغوجيا الفارقية من البوابة التربوية Edunet R.w.Burns,1972,édités dans essor des didactiques et des apprentissages scolaires, JP Astofli,1995
شكرا على انتباهكم